Similar presentations:
المنطق وأدب الخالف
1.
المنطق وأدب الخالفرمز()101اصل
2.
كلية الدراسات االنسانية واالدارية قسم االنظمة
3.
السيرة الذاتية /ألستاذ المقرر: أستاذ المقرر :الدكتور.محمد عبد الرحمن عبد المحسن
الوظيفة :عضو هئية التدريس – بقسم االنظمة (قانون).
التخصص :دكتوراه في القانون الجنائى كلية الحقوق جامعة القاهرة
العنوان :كليات عنيزة األهلية –المملكة العربية السعودية .
البريدااللكتروني
MOHAMEDHAN2019 @gamail .com
الهاتف 0500246156
4.
•إسم المقرر
المنطق وادب الخالف
5.
التعريف بالمقرر الدراسي ومعلومات عامة عنه : عدد الساعات المعتمدة 3 :ساعات أسبوعيا .
اسم ورمز المقرر الدراسي :المنطق وادب الخالف ـ ( 212نظم).
6.
قائمة الموضوعاتموضوعات في (المنطق)
التعريف بالمنطق – وأهمية وثمرته وموضوعه وحكم تعلمه واالشغال به .
المدركات الذهنية – وأقسامها .
العلم الحادث – تعريف العلم والظن والشك والوهم والجهل – والفرق
بينهما وما يترتب على العلم بهذه االمور من القضايا .
الموضوع والمحمول – النسبة بينهما .
الداللة وأقسامها .
7.
•الكل والكلية – والجزء والجزئية. نسبة االلفاظ الى المعانى.
8.
موضوعات في ادب الخالف:
التعريف بأدب الخالف – ونشأته – وموضوعه – واركانه –وفوائده .
حكم تعلم ادب الخالف – وصلته ببعض العلوم المشابهه والمؤلفات فيه .
تاريخ الخالف – ونماذج من انواعه – بأعتبار مشروعيته ،وباعتبار
حقيقته وباعتبار أثره.
اسباب الخالف ،االجمالية والتفصيلية .
قواعد عامة في حل الخالف .
9.
الضوابط االخالقية واالداب التى تراعى في الخالف نماذج وتطبيقات عملية من ادب الخالف في زمن النبي –صلى هللا عليه
وسلم – والصحابه .
نماذج وتطبيقات عمليه من ادب الخالف في زمن التابعين واالئمة .
10.
الكتب المقررة المطلوبة: الحوار – آدابه وضوابطه في ضوء الكتاب والسنة .
أ .يحي بن محمد حسن احمد زمزمي
11.
المراجع الرئيسة : المراجع في المنطق .
ضوابط المعرفة واصول االستدالل والمناظرة –عبدالرحمن بن حسن
حبنكه الميداني.
طرق االستدالل ومقدماتها عند المناطقه واالصوليين -د .يعقوب
الباحسين .
المنطق الصورى – على عبد المعطي محمد .
كتاب المنهاج في ترتيب الحجاج –ألبي الوليد الباجي تحقيق – عبد
المجيد تركي ،دار الغرب االسالمي الطبعة الثانية 1987م .
12.
مراجع في ادب الخالف : رفع المالم عن االئمة االعالم – شيخ االسالم ابن تيمية .
ادب االختالف في االسالم – طه جابر فياض العلواني .
ادب االختالف في مسائل العلم والدين ،للمحقق – محمد عوامه.
ال أنكار في مسائل االجتهاد – رؤية منهجية تحليلية – قطب مصطفى
سانو.
ادب الحوار في االسالم – سيف الدين شاهين.
االسالم وقضايا الحوار – د .محمود حمدي زقزوق.
13.
المحاضرة االولى: التعريف بالمنطق (الحوار).
أهمية.
ثمرته.
موضوعه.
حكم تعلمه واالشتغال به .
14.
تعريف المنطق (الحوار) (:)1 أصله من الحور (بقتح الحاء وسكون الواو)
وهو الرجوع عن الشيء والى الشيء.
لغــة :هو تراجع الكالم .ومعنى يتحاورون أي
يتراجعون
إذا فالحوار :هو تراجع الكالم والتجاوب فيه
بالمخاطبة والرد.
( )1المنطق :علم أو قانون يعصم عند مراعاته الذهن من الوقوع فى الخطأ,
وقيل :علم أو دراسة تقييم الحجج واألدلة المنطقية.
15.
وقد ورد الحوار في القرآن الكريم في ثالثة مواضع فقط هي :نك َم ا
اح ِب ِه َو ُه َو يُ َحا ِو ُرهُ أَنَا أَكثَ ُر ِم َ
اال َوأَع َُّز نَفَ ارا )) االية
قوله تعالى ((فَقَا َل ِل َ
ص ِ
()34من سورة الكهف .
ب ث ُ َّم ِمن نُطفَ ٍة ث ُ َّم
وقوله تعالى(( :قَا َل لَهُ َ
ص ِ
احبُهُ َو ُه َو يُ َحا ِو ُر ُه أ َ َكفَرتَ ِبالَّذِي َخلَقَ َك ِمن ت ُ َرا ٍ
س َّو َ
اك َر ُجال ))االيه ( )37من سورة الكهف .
َ
َّللاُ يَس َم ُع
َّللاُ قَو َل الَّتِي ت ُ َجا ِدلُ َك فِي َزو ِج َها َوتَشت َ ِكي إِلَى َّ ِ
وقوله تعالى(( :قَد َ
َّللا َو َّ
س ِم َع َّ
ير)) االيه ( )1سورة المجادلة .
َّللا َ
ت َ َح ُ
س ِمي ٌع بَ ِص ٌ
او َر ُك َما ۚ ِإ َّن َّ َ
ويظهر :من هذه الثالثة المواضع أن الحوار هو مراجعة الكالم وتداوله بين طرفين
باالخذ والرد .
وفسره االمام الطبري قوله تعالى ((وهو يحاوره)) في االيتين بقوله (( :وهو يخاطبه
ويكلمه))
.
16.
تعريف في االصطالح : مراجعة الكالم وتداوله بين طرفين .
وعرفه بعضهم بأنه :
نوع من الحديث بين شخصين ،يتم فيه تداول الكالم بينهما بطريقة
متكافئة فال يتأثر أحدهما دون االخر ويغلب عليه الهدوء والبعد عن
الخصومة والتعصب .وهو من االدب الرفيع وأسلوب من اساليبه.
اما المجادلة :
الحبل أي شددت فتله.
فهي من الجدل وهو شدة الفتل ,وجدلت
17.
الفرق بين الحوار والجدل: يتفقان :ان الحوار والجدل يتفقان كونهما حديثا ا أو مراجعة للكالم
بين طرفين .
ويفترقان:
في أن الجدال فيه لَدَد في الخصومة وشدة في الكالم
مع التمسك بالرأي والتعصب له .أما الحوار :فهو مجرد مراجعة
الكالم بين الطرفين دون وجود خصومة بالضرورة بل الغالب عليه
الهدوء والبعد عن التعصب.
إذا ا الحوار أعم من الجدل من هذا الوجه .
18.
المناظرة: لغة :فهي من النظروهو :تأمل الشىء
بالعين..
وجاء في االيات الكريمة التي تأمر بالنظر في مخلوقات هللا كما في
قوله تعالى:
((أَفَ َال يَن ُ
ظ ُر َ
ف ُخ ِلقَت)) سورة الغاشية االية (.)17
اْل ِب ِل َكي َ
ون ِإلَى ِ
عرفها اآلمدي بأنّها /تردد الكالم بين الشّخصين
واصطالحا ا ّ :
بقصد كل منهما إثبات قوله وإبطال قول صاحبه إظهارا ا
للحق .شرعا غير موجودة فى الملخص.
19.
أيضا ال ُمحاجة : تطلق في اللغة على التخاصم والجدال
قال تعالي :
((فَ ِإن َحا ُّج َ
ِ َو َم ِن اتَّبَعَ ِن))
ي ِ َّ ِ
وك فَقُل أَسلَمتُ َوج ِه َ
يقول االمام الطبري في معني حاجوك أي خاصموك فيه
بالباطل وأيضا يقول ابن كثير في االية نفسها أي جادلوك في
التوحيد .
وشرعا :رد الخصم عن رأيه الى غيره بالحجة.
شرعا غير موجودة بالملخص.
20.
أهمية الحوار وأهدافة:بعد أن تبين لنا معني الحوار والمقصود به فال بد من معرفة أهمية الحوار
والغرض منه .
أوال ا :الحوار هو الوسيلة األولى التي من خاللها يتم نشر الدعوة
إذا كان المسلم يسعى لنشرها .
ثانيا ا :الحوار هو كلمة والكلمة رسالة يجب أن تقال وتؤدى
وأمانة :يجب ان يراعى فيها كل ما من شأنه أن يفي بوصولها.
21.
ثالثا ا:الحوار هو الكلمة الطيبة والكلمة الطيبة سالح المؤمن في
اداء رسالته النبيلة سواء في دعوة الناس اليها أو في الدفاع عنها .
لذلك :فان الداعية أو المحاور يجب أن يكون متمكنا ا من فن الحوار محيطا
بآدابه وأساليبه يكون أقدر على النجاح في دعوته .
رابعا ا :كثرة استعمال الحوار في الكتاب والسنة وال يمكن أن يستغن
عنه نبي وال عالم وال داعية.
خامسا ا :أيضا من أهمية الحوار :ظهر في هذه العصر الكثير من الخالف
بين المسلمين عن أهداف الحوار وغاياته وغالبا من سوء األدب وحدة الكالم
وربما تطور الى تبادل التهم والسب والشتيمه.
22.
سادسا :لقد ظهرت في اآلونة االخيرة دندنة (ترديد) جديدة حيثيُكثر المنافقون من العلمانيين وأعوانهم من طرح موضوع الحوار,
والدعوة اليه بكتابة مقاالت وإجراء الندوات
والتحقيقات في الصحف والمجالت ويهدفون الى
أهداف خبيثة ماكره.
مثال :اسكات صوت يجاهدهم باللسان والمنطق ويفض ُحهم بمؤامراتهم
وكشف عيوبهم .
23.
بل أصبح من مميزات الحوار في كثير من االحيان في عالمنا اْلسالميبما في ذلك الحوار بين الجماعات االسالمية.
ومن ظواهره المؤلمة :
رفع الصوت والتعالي فيه والصراخ والتهويل وتحميل األلفاظ ما ال
تحتمله ،وإطالق األحكام على قائلها بالكفر والفسق والضالل
والعداوة لإلسالم أو التربص بالسنة وأهلها أو يوصف الطرف االخر
بأوصاف ال تليق كجاهل او سخيف او حقير.
24.
أهدافه:أن معرفة األهداف هي التي تحدد مدى نجاح الحوار ألن نجاح كل شئ متعلق بتحقيق
االهداف ,لذلك فال بد من تحديد أهداف الحوار ومعرفة الغاية منه وهي:
-1الدعوة.
-2الوصول إلى الحق.
-3بيان الباطل الذى عليه الخصم.
-4تحقيق أهداف أخرى مشروعة.
الدعوة :وأعني بذلك دعوة االخرين وإقناعهم سواء كانت دعوة الكفار الى االسالم
وهو هدف وغاية مطلوبة أو دعوة المبتدعين الى السنة أو دعوة غيرهم الى الحق .
ي
مثال :قوله تعال ((اد ُ
سبِي ِل َر ِبّ َك بِال ِحك َم ِة َوال َمو ِع َظ ِة ال َح َ
ع إِلَى َ
سنَ ِة ۖ َو َجادِل ُهم بِالَّتِي ِه َ
س ِبي ِل ِه ۖ َو ُه َو أَعلَ ُم ِبال ُمهتَد َ
س ُن ۚ ِإ َّن َربَّ َك ُه َو أَعلَ ُم ِب َمن َ
ِين )) سوره النحل االية
ض َّل عَن َ
أَح َ
25.
الوصول الى الحق:من أهداف الحوار الوصول الى الحق وذلك بترجيح أحد االراء
المطروحه وتضييق هوة الخالف وتقريب وجهات النظر فإننا
نعيش في عصر كثرت فيه الخالفات والخالف تعدي الى فرقة وشتات
وتباغض وتناحر وتضارب عندما يعجز المختلفون عن التفاهم
بالمحاورة .
بيان الباطل الذي عليه الخصم :بيان ما هو باطل لدى الطرف
االخر وإظهار الحق والصواب كي يستبين طرق الضالل ,كما
س ِبي ُل ال ُمج ِر ِم َ
ت َو ِلتَست َ ِب َ
ين))
ص ُل اآليَا ِ
جاء في قوله تعال(( َك َذ ِل َك نُفَ ِ ّ
ين َ
سورة االنعام االيه()55
26.
تحقيق أهداف أخرى مشروعة :فهناك أهداف ومصالح أخرى كثيرة يمكن تحقيقها عن طريق الحوار
فمثالا :أن يكون الحوار مع كافر بغرض إظهار عزة االسالم وقوة
حجته وذلك ليزداد المؤمنين إيمانا ا ويقينا ا وتمسكا ا ,الحوار لهدف
تعليم السامعين كما جاء في حديث سيدنا جبريل حيث كان الحوار بين
جبريل والنبي صلى هللا عليه وسلم عن االسالم واْليمان واالحسان
بهدف تعليم الصحابه وقال صلى هللا عليه وسلم في اخر الحديث ((
فانه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم))
27.
خصائص الحوار -1أن يكون موضوع الحوار معلوما ا من قبل جميع األطراف
المشاركين فيه ،وبالتالي يكون لدى الجميع القدرة على المحاورة
والنقاش بشك ٍل فعال وجيد.
-2عدم التمسك بالخطأ في حال مخالفته لكل ما هو صائب.
-3االلتزام باأللفاظ الحسنة والمناسبة واالبتعاد عن األلفاظ السيئة
والبذيئة ،مما يؤدي إلى التأدب في الحديث بين الطرفين المشاركين
في الحوار وبالتالي تحقيق الهدف المنشود منه........................
28.
-4يجب أن يكون الهدف الرئيس والدافع األساسي منالحوار هو الوصول إلى الحقيقة والصواب واالبتعاد عن
التشتت وإخفاء الحق.
-5يجب االعتدال في الحديث حتى انتهاء الحوار ،وبالتالي
البعد قدر اْلمكان عن الغضب ورفع الصوت وكل ما يؤدي
إلى ذلك.
-6عدم التزمت أو التشدد لفرض رأي معين ،بل يجب أن
يتميز بالمرونة والسالسة.
29.
فوائد الحــــــــــــوارُ
حيث
(أ) تبادل الكثير من األفكار والمعلومات بين الناس،
يستفيد البعض في كثير من األحيان من أفكار الطرف المقابل
لهم خالل الحوار.
(ب) تنمية شخصية األفراد ،وبالتالي تنمية القدرة على
التفكير من خالل تنشيط الذهن وإنشاء وتوليد أفكار جديدة
ومتنوعة.
(ج) يؤدي إلى تخليص بعض األطراف من األفكار الخاطئة
والسلبية وغيرالمنطقية .
30.
حكم الحوار والجدل الحوار :فقد يكون واجبا ،إذا كان لنصرة الحق بإقامة الحجج
والبراهين لدفع الشبهات عن ثوابت
وقد يكون الحوار مندوبًا في حاالت كثيرة؛ منها :تأكيد الحق وتأييده ،ومع غير
الذين
يرجى
إسالمهم.
المسلمين
ويحرم :الحوار :إذا كان الغرض منه طمس الحق ،وقهر المسلم ،وإظهار العلم تباهيًا،
ْف َكانَ
اط ِل ِليُ ْد ِح ُ
أو لنيل دنيا أو مال قال تعالىَ :و َجا َدلُوا بِ ْالبَ ِ
ضوا ِب ِه ْال َحق فَأ َ َخ ْذت ُ ُه ْم فَ َكي َ
ب
ِعقَا ِ
"الجدل :في الدين محمود؛ ولهذا جادل نوح واألنبياء قومهم حتى يظهر الحق ،فمن ق ِبله أنجح
وأفلح ،ومن رده خاب وخسر ,وجاء عن بعض السلف من كراهية الجدل والتحذير منه.
سبِي ِل َر ِبّكَ بِال ِحك َم ِة َوال َمو ِع َظ ِة
وقد وردت بعض النصوص التي تأمر بالجدال مثل قوله تعالى ((اد ُ
ع إِلَى َ
َ
س ِبي ِل ِه ۖ َو ُه َو أعلَ ُم ِبال ُمهتَد َ
سنُ ۚ إِ َّن َربَّكَ ُه َو أَعلَ ُم ِب َمن َ
ِين )) سورة
ض َّل عَن َ
ي أَح َ
ال َح َ
سنَ ِة ۖ َو َجادِل ُهم ِبالَّتِي ِه َ
النحل االية (.)125
31.
واجـــــــــــــــــــــــــب منزليتحدث بالشرح في أحد من المواضيع ادناه:
-1أهمية الحوار وأهدافة .
-2أصول وقوعد في موضوع الحوار.
-3تعريفات الحوار والجدال والمناظرة المحاجة
ودالالتها اللغوية والشرعية والفرق بينهما .
32.
أركان الحوار:للحوار ثالثة اركان رئيسية ال يتصور وجود حوار بدونها
وهي:
المحا ِور
المحاور ( الطرف االخر).
َ
موضوع الحوار .
33.
اوالا :المحا ِور: فاألصل أنه من آداب الحوار في الكتاب والسنة يجب أن يكون المحاور
مسلما ا منضبطا ا بمنهج هذا الدين .
وهنالك شروط يجب توفرها في المحاور المسلم وهي :
االخالص :بمعنى أن يكون حواره في سبيل هللا ،ونصرة لدينه .بعيدا ا
عن األهواء والشهوات النفسية والكبر والغرور وبذلك ينجح المحاور
ويؤدي الحوار الى نتائج مثمرة .
العلم :
فال بد للمحاور ان يكون حواره عن علم وبصيرة إذ أن الجاهل
يفسد أكثر مما يصلح وقد ذم هللا المجادل بغير علم كما جاء في قوله
ان َّم ِري ٍد))
اس َمن يُ َجا ِد ُل ِفي َّ ِ
تعالى(( َو ِم َن النَّ ِ
َّللا ِبغَي ِر ِعل ٍم َويَت َّ ِب ُع ُك َّل شَي َط ٍ
سورة الحج االية ()3
34.
االلتزام بأدب الحوار : يجب أن يكون المحاور المسلم منضبط في أقواله وأفعاله
وفي كالمه وحركاته بمنهج الكتاب والسنة ومنها منهج
االداب والسلوك واألخالق مما يضمن استمرار الحوار
ويحقق ثمرته ويفتح قلب الطرف االخر لقبول الحق
والرجوع عن الباطل.
35.
المحاور (الطرف االخر):ثانيا ا:
َ
وهو إما أن يكون مسلما ا ،وهذا شرط من شروط المحاور
السابقة إال أنه قد يكون معرضا أو مقصرا ا فيشترط اال يلجأ
الى الحوار معه إال بعد تجريب أسلوب الحكمه والموعظة
الحسنة .
اما اذا كان المحاور غير مسلم أصالا كأن يكون كتابيا ا فهذا
ب ِإ َّال
شرطه عدم الظلم لقوله تعالى(( َال ت ُ َجا ِدلُوا أَه َل ال ِكتَا ِ
ين َ
س ُن ِإ َّال الَّ ِذ َ
ظلَ ُموا ِمن ُهم))سورة العنكبوت
ي أَح َ
ِبالَّتِي ِه َ
االيه ( .)46والنظر إلى المحاورين يمكن تقسيم الحوار
في القرآن الى خمسة أصناف وهي :
36.
تقسيم الحوار في القرآن : حوار بين هللا عز وجل وأحد من خلقه :كما في حواره مع
المالئكة في خلق آدم ،وحواره مع عيسى في آخر سورة
المائدة ونحو ذلك.
حوار بين مؤمن وكافر :كما في حوار الرسل مع اقوامهم ،
وكما في قصة مؤمن آل فرعون وكما في حور مؤمني الجن
مع قومهم .
حوار بين مؤمن ومؤمن :كما في قصة سيدنا موسى مع
الخضر وقصة المالئكة مع سيدنا داوؤد ونحوها
37.
حوار بين الكفار :كما في تحاور فرعون مع المألحوله وكما في تخاصم أهل النار ونحو ذلك.
حوار بين إنسان من البشر والطير :كما في قصة
سيدنا سليمان مع الهدهد.
38.
ثالثا ا :موضوع الحوار : وال شك ان موضوعات الحوار في الكتاب والسنة جاءت محققة
لألهدافه المشروعة واذكر تلك الموضوعات على سبيل المثال .
الدعوة الى التوحيد :
الرسل والرساالت :
البعث :
موضوعات مختلفة :موجودة في الكتاب والسنة
39.
تمتبحمدهلل وتوفيقه
المحاضرة القادمه بأذن هللا سبحانه وتعالى
40.
آداب الحوار النفسية آداب الحوار النفسية :
هناك آداب تتعلق بنفسية المحا ِور وشخصه،
وهناك ظروف نفسية قد تطرأ على الحوار فتؤثر
فيه تأثيرا سلبيا ،فينبغي مراعاة ذلك حتى يحقق
الحوار غاياته ويؤتي ثمراته.
41.
وأهم هذه اآلداب النفسية : الجو المناسب .
االخالص وصدق النية .
االنصات والعدل .
التواضع وحسن الخلق .
الحلم والصبر .
ِ
الرحمة والشفقة بالخصم والحرص على إقناعه.
42.
من ادآب الحوار النفسية العزة والثبات على الحق .
حسن االستماع .
االحترام والمحبة على رغم الخالف
الهدوء والثقة بالنفس .
احترام الطرف االخر .
-12الجراءة والغضب لنصرة الحق .
43.
أوال -تهيئة الجو المناسب للحوارا
فالبد من اختيار المكان الهادئ وإتاحة الزمن الكافي
للحوار ,كما ينبغي االبتعاد عن األجواء الجماعية
والغوغائية ،ألن الحق قد يضيع في مثل هذه األجواء.
كما ينبغي مراعاة الظرف النفسي واالجتماعي للطرف
اآلخر ،فال يصلح أبدا أن يتم الحوار مع شخص يعاني من
اْلرهاق الجسدي أو النفسي ،ألن هذه األمور ستؤثر في
الحوار.
44.
من وسائل تهيئة الجو المناسب للحوار -1التعارف بين الطرفين.
-2طرح أسئلة في غير موضوع الحوار لتهيئة نفسية الطرف
اآلخر.
-3التقديم للحوار بكلمات مناسبة ومقدمات لطيفة تلفت انتباه
الطرف اآلخر.
45.
ثانيا ا -اْلخالص وصدق النية ال بد من توفر اْلخالص هلل وحسن النية وسالمة
القصد في الحوار والمناظرة ،وأن يبتعد ال ُمناظر عن
قصد الرياء والسمعة والظهور على الخصم والتفوق على
اآلخرين ،واالنتصار للنفس ،وانتزاع اْلعجاب والثناء.
ومن دالئل اْلخالص هلل والتجرد لطلب الحق أن يفرح
المحاور إذا ظهر الصواب على لسان مخالفه ،كما قال
الشافعي:
"ما ناظرت أحدا ا إال تمنيت لو أن هللا أظهر الحق على
لسانه".
46.
ثالاثا -اْلنصاف والعدلمن المبادئ األساسية في الحوار العدل واْلنصاف ،ومن
تمام اْلنصاف:
قبول الحق من الخصم.
والتفريق بين الفكرة وقائلها.
وأن يبدي المحاور إعجابه باألفكار الصحيحة واألدلة
الجيدة .
47.
رابعا ا -التواضع وحسن الخلق إن التزام األدب وحسن الخلق عموما ،والتواضع
على وجه الخصوص له دور كبير في إقناع
الطرف اآلخر ،وقبوله للحق وإذعانه
(خضوعه) للصواب ،فكلما رأى الخصم من
محاوره توقيرا وتواضعا ،ويلمس ُخلُقا كريما،
ويسمع كالما طيبا ،فإنه ال يملك إال أن يحترم
محاوره ،ويفتح قلبه الستماع رأيه.
48.
وفي الحديث الصحيح :عن التواضع“وما تواضع أح ٌد هلل إال رفعه هللا”:
أي يرفع منزلته وقدره في الدنيا عند الناس،
وكذلك يرفعه في اآلخرة ويزيد من ثوابه بسبب
تواضعه في الدنيا.
ومما ينافي التواضع :العُجب والغرور والكبر.
49.
الحلم والصبرخامسا ِ -
يجب على المحاور أن يكون حليما صبورا ،ال
يغضب ألتفه سبب ،وال ينفر ألدنى أمر ،وال
يُستفَز بأصغر كلمة.
فقد أمر هللا تعالى -نبيه بأخذ العفو وإعذار الناس
وترك اْلغالظ عليهم كما في قوله تعالى:
أعرض ع ِن الجا ِه ِلين )
(خ ِذ العفو وأمر ِبا
ِ
لعرف َو ِ
50.
سادسا -الرحمة والشفقة
إن المحاور المسلم المخلص الصادق البد أن يكون رحيما بالخصم مشفقا عليه
عند مناظرته خوفا عليه من الضالل ،والخوف عليه من اْلعراض
والمكابرة والتولي عن الحق وأن يحرص على ظهوره.
فالرحمة والشفقة أدب مهم جدا في الحوار ،ألن المحاور يسعى لهداية اآلخرين
واستقامتهم فلذلك يبتعد عن كل معاني القسوة والغلظة والشدة .فال يكون الحوار فرصة
للكيد واالنتقام ،أو وسيلة لتنفيس األحقاد ،وطريقة ْلظهار الغل والحسد ،ونشر العداوة
والبغضاء.
الفرق بين الرحمة والشفقة :ال وجد فرق بين الرحمة والشفقة باعتبار أن الشفقة تعنى الرحمة والحنان ,أما
الرحمة فإنها تتضمن العطف والحنان أيضا ا ,وقيل أن الشفقة :الوعي العميق لمعاناة اآلخرين وكذلك الرحمة
والرحمة أيضا ً كذلك :الوعي العميق لمعاناة اآلخرين الى أن هناك أبحاث أكدت أن هناك فروق بينهم وهي:
الشفقة :غالبا ً ال يتوافق معاها الرغبة في مساعدة اآلخرين عكس الرحمة غالبا يتوافق.....
الشفقة :قد تجعلك ترى الشخص في ورطة كمجرد ضحية .عكس الرحمة ال تجعلك ترى....
الشفقة :يرتبط التعاطف فيها مع أي دالالت سلبية مثل التعالى والتفوق عكس الرحمة ال يرتبط.
51.
سابعا -العزة والثبات على الحق إن المحاور المسلم يستمد قوته من قوة الدين،
وعظمة اْليمان ،فال يجوز أن يؤدي الحوار بالمسلم
إلى ال ِذّلة وال َمهانة.
والعزة اْليمانية ليست عنادا يستكبر على الحق،
وليست طغيانا وبغيا ،وإنما هي خضوع هلل وخشوع،
وخشية وتقوى ،ومراقبة هلل سبحانه.
52.
ثامنا -حسن االستماع ال بد للمحاور الناجح أن يتقن فن االستماع
وأدبا ،فكذلك لالستماع ،وليس الحوار من حق طرف
واحد يستأثر فيه بالكالم دون محاوره ،فهناك فرق بين
كما أن للكالم فنا
الحوار الذي فيه تبادل اآلراء وبين االستماع إلى محاضرة.
ومما ينافي حسن االستماع:
مقاطعة كالم الطرف اآلخر ،فإنه طريق سريعلتنفير الخصم إضافة إلى ما فيه من سوء أدب ،كما
أنه سبب في قطع الفكرة مما يؤثر في تسلسل
األفكاروترابطها .
53.
تاسعا -االحترام والمحبة على رغمالخالف
الخالف أمر واقع ال محالة ولكن ال يجوز أن يؤدي الخالف
بين المتناظرين الصادقين في طلب الحق إلى تباغض
وتقاطع بين أطراف الحوار ،أو تشاحن وتدابر.
فأخوة الدين ،وصفاء القلوب ،وطهارة النفوس فوق
ِّ
الخالفات الجزئية ،والمسائل الفرعية ،واختالف وجهات
النظر ،ال ينبغي أن يقطع حبال المودة ،ومهما طالت
المناظرة ،أو تكرر الحوار ،فال ينبغي أن تؤثر في القلوب،
أو تكدر الخواطر ،أو تثير الضغائن.
54.
لقد اختلف السلف فيما بينهم ،وبقيت بينهم روابطاألخوة الدينية قائمة:
فهذان الخليفتان الراشدان ،أبو بكر وعمر ،يختلفان في
أمور كثيرة ،وقضايا متعددة ،مع بقاء األلفة والمحبة ،ودوام
األخوة والمودة.
ومع هذا الخالف بينهما ويظهر ذلك من ثناء كل واحد منهما
على صاحبه.
55.
عاشرا :الهدوءًوالثقةًبالنفسًفيًالحوارً
( تأمالتًفيًالحوارًمنًخاللًسورةًيوسف )
عندم نتأمل سورة يوسف -عليه السالم -نجد أن هناك نماذج كثيرة في بيان
أدب الهدوء واالطمئنان ،والثقة بالنفس وأثره على الحوار ،من ذلك:
-1صبر يوسف -عليه السالم -على إخوته وما فعلوه به ،قال تعالى :فَلَ َّما
َذ َهبُوا ِب ِه َوأَج َمعُوا أَن يَجعَلُو ُه ِفي َ
ب َوأَو َحينَا ِإلَي ِه لَتُنَ ِبّئَنَّ ُهم ِبأَم ِر ِهم َه َذا
غيَابَ ِ
ت ال ُج ّ ِ
َو ُهم ال يَشعُ ُر َ
ون [يوسف.]15 :
-2ما جرى له مع امرأة العزيز واتهامها له لفعل الفاحشة ،قال تعالى:
س ِه َو َ
اب َوقَالَت َهيتَ لَ َك قَا َل َمعَا َذ
غلَّقَ ِ
اودَتهُ الَّ ِتي ُه َو ِفي بَي ِت َها عَن نَف ِ
ت األَب َو َ
َو َر َ
اي ِإنَّهُ ال يُف ِل ُح ال َّ
ظا ِل ُم َ
ون [يوسف.]23 :
َّ ِ
َّللا ِإنَّهُ َر ِبّي أَح َ
س َن َمث َو َ
يتضح من هذه اآلية الكريمة :ثقة يوسف -عليه السالم -بنفسه،
وضبطها ،والر ّد ببساطة وهدوء دون أدنى انفعال أو مزايدة في
الكالم.
56.
-3 حسن استماعه أثناء الحوار وهدوئه وثقته بنفسه معالسجينين له ،والملك نفسه.
-4 ثقة وطمأنينة يعقوب -عليه السالم -في حواره مع
إخوة يوسف -عليه السالم -رغم مخالفتهم له ،قال تعالى:
ف ِعن َد َمتَا ِعنَا
قَالُوا يَا أَبَانَا ِإنَّا ذَ َهبنَا نَست َ ِب ُ
ق َوت َ َركنَا يُو ُ
س َ
صا ِد ِق َ
ين * َو َجا ُءوا
ب َو َما أَنتَ ِب ُمؤ ِم ٍن لَنَا َولَو ُكنَّا َ
فَأ َ َكلَهُ ال ِذّئ ُ
صب ٌر
َ
س ُكم أَمرا ا فَ َ
ب قَا َل بَل َ
س َّولَت لَكُم أَنفُ ُ
يص ِه ِبد ٍَم َك ِذ ٍ
علَى قَ ِم ِ
علَى َما ت َ ِصفُ َ
َّللاُ ال ُمستَعَ ُ
ون [يوسف.]18-17 :
ان َ
َج ِمي ٌل َو َّ
57.
القواعدًالتيًتساعدًعلىًالهدوءًوالثقةًبالنفس :
حسن االستماع للطرف االخر.
على المحاور ضبط صوته.
على المحاور ان ال يكون لديه خوف وقلق واضطراب .
يجب ان لديه هدوء .
58.
آداب الحوار ال ِعلمية59.
تحدثت في المحاضرة السابق عن آداب الحوار النفسية ،وذكرت أنهناك آدابا تتعلق بنفسية المحاور وشخصه ،وأن هناك ظروفا نفسية
قد تطرأ على الحوار فتؤثر عليه تأثيرا سلبيا ،وأنه ينبغي مراعاة ذلك
حتى يحقق الحوار غاياته ويؤتي ثمراته ،واستكماال لذلك يطيب لي
أن أتناول في هذا المحاضرة آداب الحوار العلمية وهي:
العلم.
.1
.2البدء بالنقاط المشتركة وتحديد مواضع االتفاق.
.3التدرج والبدء باألهم.
.4ضرب األمثلة.
.5العدول عن اْلجابة.
60.
أولً :العلم العلم شرط أساسي لنجاح الحوار وتحقيق غايته ،وبدونه ال
ينجح الحوار ،ويهدر الوقت ويضيع الجهد .
فيجب على المحاور أن يكون عالما بجميع
موضوعات الحوار وأال يناقش موضوعات ال يعرفها،
وال يدافع عن فكرة لم يقتنع بها ،فإنه بذلك يسيء إلى
الفكرة والقضية التي يدافع عنها ،ويعرض نفسه
لإلحراج وعدم التقدير واالحترام.
61.
ثانيا :البدءًبالنقاطًالمشتركةًوتحديدًمواضعًالتفاق
بين كل متناظرين مختلفين حد مشترك من النقاط
المتفق عليها بينهما والتي يسلم بها الطرفان،
والمحاور الناجح هو الذي يظهر مواطن االتفاق.
والبدء باألمور المتفق عليها يساعد على تقليل
الفجوة ،ويوثق الصلة بين الطرفين ،حتى يكون
الحوار هادئ اا هادفاا.
62.
أما إذا كان البدء بذكر مواضع الخالف وموارد النزاعفإن فرص التالقي تقل ،وفجوة الخالف تتسع ،كما أنه
يغير القلوب ،ويثير النفوس ويؤدي الى عدم الوصول
الى نتائج محمودة.
فالبدء بالنقاط المشتركة يساعد على تحرير محل
النزاع ،وتحديد نقطة الخالف ،ويفيد في حسن
ترتيب القضايا والتدرج في معالجتها.
63.
ثالثاً :التدرجًوالبدءًباألهم إن المحاور الناجح هو الذي يصل إلى هدفه
بأقرب طريق ،وال يضيع وقته فيما ال فائدة منه
وال عالقة له بأصل الموضوع ،فمعرفة األهم
والبدء به يختصر الطريق.
وأوضح األمثلة على ذلك بدء األنبياء -صلوات
هللا عليهم وسالمه -بأهم قضية
64.
وأكبرًغايةً،وهيًالدعوةًإلىًعبادةًهللاًوحدهًلشريكًلهً
ومع التأكيد على هذا األدب -البدء باألهم -فقد
يحتاج المحاور إلى أن يتدرج ويتنازل مع
خصمه تسلي اما مؤقتاا حتى يصل إلى القضية األم
والمسألة األهم.
65.
رابعاً :ضربًاألمثلة إن المحاور الناجح هو الذي يحسن ضرب األمثلة،
ويتخذها وسيلة ْلقناع محاوره ،إذ أن األمثلة الجيدة
تزيد المعنى وضو احا وبياناا.
لألمثلة دور كبير في تقريب المعاني واْلقناع
كثيرا ،وأشار إلى
بها ،فقد اعتنى القرآن بها
ا
أهميتها وبيان هدفها.
قوله تعالى :
اس لَعَلَّ ُهم يَتَفَك َُّر َ
ون ))
َ (( وتِل َك األَمثَا ُل نَض ِربُ َها ِللنَّ ِ
66.
خامسا ً :العدولًعنًاإلجابة : إن األصل في الحوار الناجح أن يبنى على
اْلخالص والتجرد للحق والصدق والوضوح،
ولكن قد تتعذر هذه الصفات في الخصوم ،فقد
والمراء ،ويقصد
يكون الخصم يهوى الجدال ِ
إضاعة الوقت والتهرب من الحوار الجاد.
وقد يلقي أسئلة ال قيمة لها وال تفيد شيئ اا
بالحوار .
67.
آدابًالحوارًاللفظية فالبد للمحاور أن يدقق ألفاظه ويراعي كل عبارة
يتفوه بها ،حتى يستقيم الحوار ،ويحقق نتائجه،
ويؤتي ثماره.
ومن أهم اآلداب اللفظية :
68.
أولً :الكلمةًالطيبةًوالقولًالحسن لقد أمر هللا عز وجل بدعوة الناس بالحكمة والموعظة
س ِبي ِل َر ِبّ َك ِبال ِحك َم ِة
حسنة ،فقال سبحانه(( :اد ُ
ع ِإلَى َ
َوال َمو ِع َ
س ُن ۚ ))
ي أَح َ
ظ ِة ال َح َ
سنَ ِة ۖ َو َجا ِدل ُهم ِبالَّ ِتي ِه َ
ومن القول الحسن أي ا
ضا :حسن المناداة للطرف
اآلخر ،واختيار أحب األسماء إليه ،وقدتأدب
األنبياء بهذا األدب في خطابهم ألقوامهم ،فقد كان
(يا قوم).
يقول الرسول لخصومه المعاندين:
69.
ثانياً :التعريضًوالتلميحًبدلًعنًالتصريح
إن لفت النظر إلى األخطاء من طرف خفي ،وتجنب اللوم
المباشر ،وعدم تخطئة الطرف اآلخر بعبارة صريحة ،كل
ذلك له أثره في تسليم الخصم للحق والرجوع عن الخطأ،
فالنفوس غالباا ال تتحمل أن تواجه بقوة وصرامة ،وهناك
من األلفاظ الموحية والكلمات اللطيفة والتي تؤدي الغرض
نفسه ،دون جرح لمشاعر اآلخرين ،أو إشعارهم بالذل
والهزيمة.
70.
ثالثاً :ثناءًالمحاورًعلىًنفسهًأوًعلىًخصمهًبالحق
إن الكالم عن النفس ومدحها والثناء عليها ،مذموم غالباا،
وال يحب الناس أن يسمعوا ممن يمأل آذانهم بسيرته وأحواله
وتقلباته.
صا في
بل إن من يفعل ذلك ويفرح به ويكثر منه ،يعد ناق ا
عقله ،أو ربما فاسداا في نيته وقصده.
وكما قال اْلمام مالك ( :إن الرجل إذا ذهب يمدح نفسه ذهب
بهاؤه) وقد نهى هللا عز وجل عن تزكية النفس والتمدح
بطهارتها فقال سبحانه:
((فال تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى))
71.
رابعاً :المحاذيرًاللفظية : إن للسان سقطات ،وللكالم زالت ،والمسلم
مأمور بحفظ لسانه ،كما أنه مأمور بطيب
خيرا فيغنم أو يسكت فيسلم
الكالم ،وأن يقول ا
ويسلم اآلخرون منه ،وهناك أمور قد يقع
فيها اللسان فتورد صاحبها الى الهالك منها:
72.
/1اختيار األلفاظ والمعاني التي تقود إلى الجدل ،أوتستثير الفتن والمشكالت .
/2إظهار التفاصح والتشدق في الكالم ،تي اها على الغير
واستعالء .
/3الغيبة :فإن ال ُمناظر ال ينفك عن حكاية كالم خصمه
ومذمته ،فيحكي عنه ما يدل على قصور كالمه
وعجزه ونقصان فضله ،وهو الغيبة.
73.
/4الكذب :ربما ال يقدر المناظر على محاورة خصمه ،فيلجأإلى الكذب عليه ،فينسبه الى الجهل والحماقة وقلة الفهم،
تغطية لعجزه.
/5تزكية النفس والثناء عليها بالقوة والغلبة كقول القائل :
لست ممن تخفي عليه أمثال هذه األمور ونحو ذلك مما
يتمدح به على سبيل االدعاء .
74.
أدبًالخالفًقواعد في أدب االختالف
75.
76.
آدابًالختالفًفىًالسالمً موضوع أدب الحوار مع اآلخـرين كبير وخطير؛
فالخالف بين الناس في شئون دينهم ودنياهم أمر
طبيعي مشهور ،الختالف طبائعهم.
كذلك سيظل هذا االختالف بين البشر ما بقيت على
األرض حياة ،وهكذا شاءت حكمة هللا .
اس أ ُ َّمةا
قال تعال َ (:ولَو شَا َء َربُّ َك لَ َجعَ َل النَّ َ
ون ُمخت َ ِل ِف َ
اح َدةا َوال يَ َزالُ َ
ين )
َو ِ
77.
تعريفًالختالف : االختالف هى :أن ينتهج كل شخص طريقا ا
مغايرا ا لآلخر في حاله (نفسه) أو في قوله.
فقد اقتضت حكمة هللا تعالى أن يكون خلق الناس
بعقول ومدارك متباينة ،إلى جانب اختالف
األلسنة واأللوان والتصورات واألفكار ،وكل تلك
األمور تفضي إلى تعدد اآلراء واألحكام.
78.
أسبابًالخالف : ويعود هذا الخالف في أمور الدين والشرع إلى أسباب كثيرة،
منها:
/1اختالف العقول و األفهام ،وتفاوت المدارك.
/2عدم فهم الموضوع من جوانبه المختلفة .
/3تفاوت العلم؛ فهذا عالم ،وهذا أعلم ،وهذا أقل..
ع ِلي ٌم).
ق ُك ِ ّل ِذي ِعل ٍم َ
قال تعالىَ ( :وفَو َ
/4التعصب البغيض لقول ،أو مذهب ،أو رأي ،أو شيخ .
/5التقليد األعمى أو االنقياد للهوى والنافع الخاصة والحسد
والعدوان وحب الشهرة .
79.
طرقًحلًالخالفًعندًاألممً الناس يسلكون في معالجة الخالف مسالك
شتى منها :
)1الحرب ـ أو االنقالب العسكري .
( )2االنتخابات البرلمانية ) أو ما يطلق
عليه ( القوة أو الحوار ) .
80.
الحربً ( القوةً ) فالحرب تكون -أحياناا -وسيلة لحل الخالف،
وإنهاء الخصومات ،وإثبات الحجة ،إال أنها
ال تصلح أن تكون الحل األول في ذلك؛ إذ
كثيرا من المبادئ والنظريات
إننا نجد أن
ا
التي قامت على القوة ،وعلى الحديد والنار،
سرعان ما تهاوت وسقطت.
81.
أماًفيًاإلسالم فإن المسلمين وإن شنّوا حروباا ضد أعدائهم ،لكن هذه
الحروب لم تكن بهدف إكراه أحد على الدخول في اْلسالم،
الرش ُد ِم َن
ين قَد تَبَيَّ َن ُّ
فقد قال هللا تعالى( :ال ِإك َرا َه ِفي ال ِ ّد ِ
ي ِ) [البقرة]256:؛ بل كانت بهدف إزالة الطواغيت التي
الغَ ّ
تحول بين الناس وبين الدخول في الدين ،أو تضغط عليهم
وتكرههم على ترك دينهم الحق.
صا واحداا على
ولم يحفظ التاريخ أن المسلمين أكرهوا شخ ا
الدخول في اْلسالم .
82.
الحوارًوأدبًالختالف وهو الوجه اآلخر من أساليب معالجة الخالف ،سواء مع الكافر
بهدف دعوته إلى اْلسالم ،أو مع المسلم .
فالحوار أحياناا ،يكون أقوى من الكالشينكوف ..أقوى من
البندقية ..أقوى من األسلحة العسكرية كلها؛ ألنه يعتمد على
القناعات الداخلية الذاتية؛ بل ربما أفلح الحوار فيما ال تفلح فيه
الحروب الطاحنة.
وفيما يلي حادثتـان تاريخيتان قديمتـان تدالن على ذلك.
ـ ومن المعروف في تاريخ اْلسالم أن الخوارج من أكثر الناس
ضراوة وقوة ،وشجاعة وبسالة في الحروب ،مما جعل الناس
يرهبونهم.
83.
تاريخًالختالفًوتطوره :أوال ا:اختالف الصحابة في عهد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم:
كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مرج َع الجميع ،فلم يكن في عهده
ما يؤدي إلى االختالف ،أما البعيدون عن المدينة فكان يقع بينهم
االختالف؛ الختالفهم فيما يعرفونه من تفسير كتاب هللا وسنة رسول
.
وسلم
عليه
هللا
صلى
هللا
وكان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يعلم أصحابه رضوان هللا عليهم
أدبا ا هاما ا من آداب االختالف في قراءة القرآن خاصة ،فيقول" :اقرأوا
القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم ،فإذا اختلفتم فيه فقوموا".
وكان صلى هللا عليه وسلم يقول" :ال تختلفوا فإن من كان
قبلكم اختلفوا فهلكوا"..
84.
ثانياً :سماتًأدبًالختالفًفيًعهدًالخالفةًالراشدة :
كانوا يبعدون عن االختالف ،وال يتبعون الهوى ،وحين
يكون للخالف أسباب؛ من مثل وصول سنة في أمر
ألحدهم لم تصل لآلخر ،أو اختالفهم في فهم نص ،أو
في لفظة ،كانوا وقافين عند الحدود يسارعون
لالستجابة إلى الحق واالعتراف بالخطأ ،وكانوا شديدي
االحترام ألهل العلم والفضل والفقه ،وكانت أخوة
اْلسالم بينهم أصالا من أصول اْلسالم الهامة ،وهي
فوق الخالف أو الوفاق في المسائل االجتهادية..
85.
ومنًأمثلةًاختالفهم : - اختالفهم في وفاته عليه الصالة والسالم؛ فإن
عمر -رضي هللا عنه -جعل القول بوفاته إرجافا ا
من المنافقين ،وظن أنه سيبقى في أمته حتى
يشهد على آخرها بآخر أعمالها ..حتى جاء أبو
بكر وقرأ على الناس قوله تعالىَ :و َما ُم َح َّم ٌد
س ُل أَفَ ِإن َماتَ أَو
الر ُ
ِإ َّال َر ُ
سو ٌل قَد َخلَت ِمن قَب ِل ِه ُّ
قُ ِت َل سورةآل عمران :االية .]144
86.
-2اختالفهم في خالفة رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم ..اختلفوا فيمن تكون الخالفة أم في المهاجرين
أم في األنصار؟ أتكون لواحد أم ألكثر كما وقع
االختالف حول الصالحيات التي كانت لرسول هللا
صلى هللا عليه وسلم بصفته حاكما ا وإماما ا للمسلمين
هل ستكون للخليفة بعده كاملة أم ناقصة أم مختلفة.
87.
-3 اختلفوا حول قتال مانعي الزكاة ..فعن أبي هريرة رضي هللا عنه:"لما توفي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وكان أبو بكر رضي هللا
عنه ،وكفر من كفر من العرب ،فقال عمر :فكيف تقاتل الناس وقد
قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم" :أمرت أن أقاتل الناس حتى
يقولوا :ال إله إال هللا ،فمن قالها عصم مني ماله ونفسه إال بحقها
َّ
ألقاتلن من ف َّرق بين
وحسابه على هللا تعالى؟ فقال أبو بكر" :وهللا
الصالة والزكاة ،فإن الزكاة حق المال ،وهللا لو منعوني عناقا ا كانوا
يؤدونها لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم لقاتلتهم على منعها ،قال
عمر :فوهللا ما هو إال أن قد شرح هللا صدر أبي بكر رضي هللا عنه
للقتال فعرفت أنه الحق.
88.
قواعدًفيًأدبًالختالف أوال :أنواع االختالف وأسبابه:
االختالف نوعان :اختالف مذموم ،واختالف محمود
المذموم:هو اختالف ،يرجع إلى أسباب خلقية متعددة
،ومن هذه األسباب :
/1الغرور بالنفس واْلعجاب بالرأي .
/2سوء الظن والمسارعة إلى اتهام اآلخرين بغير
بينة .
89.
-3 الحرص على الزعامة أو الصدارة أو المنصب -٤ اتباع الهوى وحب الدنيا .
-٥ التعصب ألقوال األشخاص والمذاهب
والطوائف .
-٦ العصبية لبلد أو إقليم أو حزب أو جماعة أو
قائد .
90.
- ٧قلةًالعلمًفيًصفوفًكثيرًمنًالمتصدرينً.
-8 عدم التثبت في نقل األخبار وسماعها
وهذه األسباب وغيرها من الرذائل األخالقية
والمهلكات هي التي ينشأ عنها اختالف غير
محمود وتفرق مذموم وكل واحد من هذه
األسباب يطول شرحه وسنأتي على ذكر الكثير
من هذه األسباب عند الكالم عن القواعد العلمية
واألخالقية في أدب الخالف .
91.
الختالفًالمحمودً : وهو اختالف تنوع ،وهو عبارة عن اآلراء المتعددة
التي تصب في مشرب واحد ،ومن ذلك ما يعرف
بالخالف الصوري ،والخالف اللفظي ،والخالف
االعتباري.
وهذه االختالفات مردها إلى أسباب فكرية ،واختالف
وجهات النظر ،في بعض القضايا العلمية كالخالف
في فروع الشريعة وبعض مسائل العقيدة التى ال تمس
92.
األصولًالقطعيةً. وكذلك االختالفات في بعض األمور العملية ،كالخالف
في بعض المواقف السياسية ومناهج اْلصالح
والتغيير ويدخل في الخالفات الفكرية :اختالف الرأي
في تقويم بعض المعارف والعلوم مثل :علم الكالم
والمنطق والفلسفة والتصوف .
واالختالف في تقويم األحداث التاريخية وبعض
الشخصيات التاريخية والعلمية .
93.
وجودًالخالفًفيًخيرًقرونًاألمةً :
لقد كان الخالف موجوداا في عصر األئمة المتبوعين
الكبار :أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والثوري
واألوزاعي وغيرهم .ولم يحاول أحد منهم أن يحمل
اآلخرين على رأيه أو يتهمهم في علمهم أو دينهم من
أجل مخالفتهم .
بل كان الخالف موجوداا في عصر شيوخ األئمة
وشيوخ شيوخهم من التابعين الكبار والصغار ،بل
94.
كان الخالف موجودا في عصر الصحابة نظرالختالف أفهامهم وتفسيرهم للنصوص .
بل إن الخالف وجد في عهد النبي (صلى هللا عليه وسلم) ،
فأقره ولم ينكره ،وفي غيرها من القضايا .
االختالف هي ضرورة ورحمة وسعة:
أ -االختالف ضرورة االختالف في فهم األحكام
الشرعية غير األساسية ضرورة البد منها ،
بسبب طبيعة الدين ،واللغة ،وطبيعة الكون
والحياة .
95.
وأماًطبيعةًاللغةً : فإن نصوص القران والسنة ،جاءت على
وفق ما تقتضيه اللغة في المفردات
والتراكيب ،ففيها اللفظ المشترك الذي
يحتمل أكثر من معنى ،وفيها ما يحتمل
الحقيقة والمجاز ،والعام والخاص ،
والمطلق والمقيد .
96.
وأماًطبيعةًالبشرً : فقد خلقهم هللا مختلفين ،فكل إنسان له
شخصيته المستقلة ،وتفكيره المتميز ،
وميوله الخاصة ،ومن العبث صب الناس
في قالب واحد ،ومحو كل اختالف بينهم ،
فهذا أمرمخالف للفطرة التي فطر هللا عليها
الناس .
97.
وأماًطبيعةًالكونًوالحياةً : فالكون الذي نعيش في جزء صغير منه ،خلقه هللا
سبحانه مختلف األنواع والصور واأللوان ،وهذا
االختالف ليس اختالف تضارب وتناقض بل هو
اختالف تنوع .
وكذلك طبيعة الحياة ،فهي أيضا تختلف وتتغير بحسب
مؤثرات متعددة ،في المكان والزمان.
98.
فالخالف سنة كونية اقتضتها الحكمة اْللهية ،قال هللا عز وجل( :ولو شاء ربك لجعل الناس
أمة واحدة)
99.
الختالفًرحمة االختالف مع كونه ضرورة ،هو كذلك رحمة باألمة وتوسعة
عليها .
ولهذا اجتهد الصحابة واختلفوا في أمور جزئية كثيرة ،ولم
يضيقوا ذرعا بذلك بل نجد الخليفة الراشد عمر بن عبد
العزيز يقول عن اختالف الصحابة رضي هللا عنهم (( :ما
يسرني أن أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لم
يختلفوا ،ألنهم لو لم يختلفوا لم يكن لنا رخصة)).
100.
الختالفًثروةً : اختالف اآلراء االجتهادية يثري الفقه ،وينمو ويتسع
،ألن كل رأى يستند إلى أدلة واعتبارات شرعية .
وبهذا التعدد والتنوع تتسع الثروة الفقهية التشريعية
،وإن تعدد المذاهب الفقهية وكثرة األقوال ،كنوز ال
يقدر قدرها ،وثروة ال يعرف قيمتها اال اهل العلم
والبحث ،فقد يكون ( بعضها أكثر مالئمة لزمان
ومكان من غيره.
101.
الضوابطًالعلميةًلالختالفً : -١ رد االختالف لكتاب هللا وسنة رسوله صلى هللا
عليه وسلم مصداقاا لقوله تعالى ( :فإن تنازعتم في
شيء فردوه إلى هللا والرسول) سورة النساء االية
()59
102.
-٢ اتباع المنهج الوسط فاهلل سبحانه وتعالى يقول ( :يريد
هللا بكم اليسر وال يريد بكم العسر) سورة البقرة ١٨٥
ويقول هللا تعال ( :يريد هللا أن يخفف عنكم وخلق اْلنسان ضعيفا)
[النساء ٢٨
[ . ويقول سبحانه وتعالى ( :ما يريد هللا ليجعل عليكم من حرج)
المائدة .٦
فالتشدد منهج ينبذه اْلسالم فال بد إذاا من رخصة وتيسير على
الناس ومراعاة ظروفهم .
103.
-3 تجنب القطع في المسائل االجتهادية .فاالجتهاد إذا كان وفقا ألصول االجتهاد ومناهج
االستنباط في علم أصول الفقه يجب عدم اْلنكار
عليه ،وال ينكر مجتهد على مجتهد آخر ،وال
ينكر مقلد على مقلد آخر وإال أدى ذلك إلى فتنة .
104.
-4 أعمال القلب مقدمة على أعمال الجوارحفاْلخالص مقدم على غيره .
يقول الرسول صلى هللا عليه وسلم ( :إن هللا ال ينظر
إلى أجسامكم وصوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم
وأعمالكم) .
فكل الفضائل مردها إلى القلب .
105.
تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتًبحمدهللً
بأذن هللا سوف تكون االختبار يوم االحد القادم
واتمنى من هللا عز وجل
التوفيق والنجاح للجميع