300.62K
Category: religionreligion

‫المنطق وأدب الخالف

1.

‫المنطق وأدب الخالف‬
‫رمز(‪)101‬اصل‬

2.

‫كلية الدراسات االنسانية واالدارية‬
‫‪ ‬قسم االنظمة‬

3.

‫السيرة الذاتية‪ /‬ألستاذ المقرر‪:‬‬
‫‪ ‬أستاذ المقرر ‪ :‬الدكتور‪.‬محمد عبد الرحمن عبد المحسن‬
‫‪ ‬الوظيفة‪ :‬عضو هئية التدريس – بقسم االنظمة (قانون)‪.‬‬
‫‪ ‬التخصص‪ :‬دكتوراه في القانون الجنائى كلية الحقوق جامعة القاهرة‬
‫‪ ‬العنوان‪ :‬كليات عنيزة األهلية –المملكة العربية السعودية ‪.‬‬
‫‪ ‬البريدااللكتروني‬
‫‪MOHAMEDHAN2019 @gamail .com‬‬
‫الهاتف ‪0500246156‬‬

4.

‫•‬
‫إسم المقرر‬
‫‪ ‬المنطق وادب الخالف‬

5.

‫التعريف بالمقرر الدراسي ومعلومات عامة عنه ‪:‬‬
‫‪ ‬عدد الساعات المعتمدة‪ 3 :‬ساعات أسبوعيا ‪.‬‬
‫‪ ‬اسم ورمز المقرر الدراسي‪ :‬المنطق وادب الخالف ـ (‪ 212‬نظم)‪.‬‬

6.

‫قائمة الموضوعات‬
‫موضوعات في (المنطق)‬
‫‪ ‬التعريف بالمنطق – وأهمية وثمرته وموضوعه وحكم تعلمه واالشغال به ‪.‬‬
‫‪ ‬المدركات الذهنية – وأقسامها ‪.‬‬
‫‪ ‬العلم الحادث – تعريف العلم والظن والشك والوهم والجهل – والفرق‬
‫بينهما وما يترتب على العلم بهذه االمور من القضايا ‪.‬‬
‫‪ ‬الموضوع والمحمول – النسبة بينهما ‪.‬‬
‫‪ ‬الداللة وأقسامها ‪.‬‬

7.

‫•الكل والكلية – والجزء والجزئية‪.‬‬
‫‪ ‬نسبة االلفاظ الى المعانى‪.‬‬

8.

‫موضوعات في ادب الخالف‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫التعريف بأدب الخالف – ونشأته – وموضوعه – واركانه –وفوائده ‪.‬‬
‫حكم تعلم ادب الخالف – وصلته ببعض العلوم المشابهه والمؤلفات فيه ‪.‬‬
‫تاريخ الخالف – ونماذج من انواعه – بأعتبار مشروعيته ‪ ،‬وباعتبار‬
‫حقيقته وباعتبار أثره‪.‬‬
‫اسباب الخالف ‪ ،‬االجمالية والتفصيلية ‪.‬‬
‫قواعد عامة في حل الخالف ‪.‬‬

9.

‫‪ ‬الضوابط االخالقية واالداب التى تراعى في الخالف‬
‫‪ ‬نماذج وتطبيقات عملية من ادب الخالف في زمن النبي –صلى هللا عليه‬
‫وسلم – والصحابه ‪.‬‬
‫‪ ‬نماذج وتطبيقات عمليه من ادب الخالف في زمن التابعين واالئمة ‪.‬‬
‫‪ ‬‬

10.

‫الكتب المقررة المطلوبة‪:‬‬
‫‪ ‬الحوار – آدابه وضوابطه في ضوء الكتاب والسنة ‪.‬‬
‫‪ ‬أ‪ .‬يحي بن محمد حسن احمد زمزمي‬

11.

‫المراجع الرئيسة ‪:‬‬
‫‪ ‬المراجع في المنطق ‪.‬‬
‫‪ ‬ضوابط المعرفة واصول االستدالل والمناظرة –عبدالرحمن بن حسن‬
‫حبنكه الميداني‪.‬‬
‫‪ ‬طرق االستدالل ومقدماتها عند المناطقه واالصوليين‪ -‬د‪ .‬يعقوب‬
‫الباحسين ‪.‬‬
‫‪ ‬المنطق الصورى – على عبد المعطي محمد ‪.‬‬
‫‪ ‬كتاب المنهاج في ترتيب الحجاج –ألبي الوليد الباجي تحقيق – عبد‬
‫المجيد تركي ‪ ،‬دار الغرب االسالمي الطبعة الثانية ‪1987‬م ‪.‬‬

12.

‫مراجع في ادب الخالف ‪:‬‬
‫‪ ‬رفع المالم عن االئمة االعالم – شيخ االسالم ابن تيمية ‪.‬‬
‫‪ ‬ادب االختالف في االسالم – طه جابر فياض العلواني ‪.‬‬
‫‪ ‬ادب االختالف في مسائل العلم والدين ‪ ،‬للمحقق – محمد عوامه‪.‬‬
‫‪ ‬ال أنكار في مسائل االجتهاد – رؤية منهجية تحليلية – قطب مصطفى‬
‫سانو‪.‬‬
‫‪ ‬ادب الحوار في االسالم – سيف الدين شاهين‪.‬‬
‫‪ ‬االسالم وقضايا الحوار – د‪ .‬محمود حمدي زقزوق‪.‬‬

13.

‫المحاضرة االولى‪:‬‬
‫‪ ‬التعريف بالمنطق (الحوار)‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية‪.‬‬
‫‪ ‬ثمرته‪.‬‬
‫‪ ‬موضوعه‪.‬‬
‫‪ ‬حكم تعلمه واالشتغال به ‪.‬‬

14.

‫تعريف المنطق (الحوار) (‪:)1‬‬
‫‪ ‬أصله من الحور (بقتح الحاء وسكون الواو)‬
‫وهو الرجوع عن الشيء والى الشيء‪.‬‬
‫لغــة‪ :‬هو تراجع الكالم‪ .‬ومعنى يتحاورون أي‬
‫يتراجعون‬
‫‪ ‬إذا فالحوار‪ :‬هو تراجع الكالم والتجاوب فيه‬
‫بالمخاطبة والرد‪.‬‬
‫(‪ )1‬المنطق‪ :‬علم أو قانون يعصم عند مراعاته الذهن من الوقوع فى الخطأ‪,‬‬
‫وقيل‪ :‬علم أو دراسة تقييم الحجج واألدلة المنطقية‪.‬‬

15.

‫وقد ورد الحوار في القرآن الكريم في ثالثة مواضع فقط هي ‪:‬‬
‫نك َم ا‬
‫اح ِب ِه َو ُه َو يُ َحا ِو ُرهُ أَنَا أَكثَ ُر ِم َ‬
‫اال َوأَع َُّز نَفَ ارا )) االية‬
‫‪ ‬قوله تعالى ((فَقَا َل ِل َ‬
‫ص ِ‬
‫(‪)34‬من سورة الكهف ‪.‬‬
‫ب ث ُ َّم ِمن نُطفَ ٍة ث ُ َّم‬
‫‪ ‬وقوله تعالى‪(( :‬قَا َل لَهُ َ‬
‫ص ِ‬
‫احبُهُ َو ُه َو يُ َحا ِو ُر ُه أ َ َكفَرتَ ِبالَّذِي َخلَقَ َك ِمن ت ُ َرا ٍ‬
‫س َّو َ‬
‫اك َر ُجال ))االيه (‪ )37‬من سورة الكهف ‪.‬‬
‫َ‬
‫َّللاُ يَس َم ُع‬
‫َّللاُ قَو َل الَّتِي ت ُ َجا ِدلُ َك فِي َزو ِج َها َوتَشت َ ِكي إِلَى َّ ِ‬
‫وقوله تعالى‪(( :‬قَد َ‬
‫َّللا َو َّ‬
‫س ِم َع َّ‬
‫ير)) االيه (‪ )1‬سورة المجادلة ‪.‬‬
‫َّللا َ‬
‫ت َ َح ُ‬
‫س ِمي ٌع بَ ِص ٌ‬
‫او َر ُك َما ۚ ِإ َّن َّ َ‬
‫‪ ‬ويظهر‪ :‬من هذه الثالثة المواضع أن الحوار هو مراجعة الكالم وتداوله بين طرفين‬
‫باالخذ والرد ‪.‬‬
‫‪ ‬وفسره االمام الطبري قوله تعالى ((وهو يحاوره)) في االيتين بقوله ‪(( :‬وهو يخاطبه‬
‫ويكلمه))‬
‫‪.‬‬

16.

‫تعريف في االصطالح ‪:‬‬
‫‪ ‬مراجعة الكالم وتداوله بين طرفين ‪.‬‬
‫وعرفه بعضهم بأنه ‪:‬‬
‫‪ ‬نوع من الحديث بين شخصين‪ ،‬يتم فيه تداول الكالم بينهما بطريقة‬
‫متكافئة فال يتأثر أحدهما دون االخر ويغلب عليه الهدوء والبعد عن‬
‫الخصومة والتعصب ‪ .‬وهو من االدب الرفيع وأسلوب من اساليبه‪.‬‬
‫‪ ‬اما المجادلة ‪:‬‬
‫الحبل أي شددت فتله‪.‬‬
‫فهي من الجدل وهو شدة الفتل‪ ,‬وجدلت‬

17.

‫الفرق بين الحوار والجدل‪:‬‬
‫‪ ‬يتفقان ‪ :‬ان الحوار والجدل يتفقان كونهما حديثا ا أو مراجعة للكالم‬
‫بين طرفين ‪.‬‬
‫‪ ‬ويفترقان‪:‬‬
‫في أن الجدال فيه لَدَد في الخصومة وشدة في الكالم‬
‫مع التمسك بالرأي والتعصب له ‪ .‬أما الحوار‪ :‬فهو مجرد مراجعة‬
‫الكالم بين الطرفين دون وجود خصومة بالضرورة بل الغالب عليه‬
‫الهدوء والبعد عن التعصب‪.‬‬
‫‪ ‬إذا ا الحوار أعم من الجدل من هذا الوجه ‪.‬‬

18.

‫المناظرة‪:‬‬
‫‪ ‬لغة‪ :‬فهي من النظروهو ‪ :‬تأمل الشىء‬
‫بالعين‪..‬‬
‫‪ ‬وجاء في االيات الكريمة التي تأمر بالنظر في مخلوقات هللا كما في‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫((أَفَ َال يَن ُ‬
‫ظ ُر َ‬
‫ف ُخ ِلقَت)) سورة الغاشية االية (‪.)17‬‬
‫اْل ِب ِل َكي َ‬
‫ون ِإلَى ِ‬
‫عرفها اآلمدي بأنّها‪ /‬تردد الكالم بين الشّخصين‬
‫واصطالحا ا ‪ّ :‬‬
‫بقصد كل منهما إثبات قوله وإبطال قول صاحبه إظهارا ا‬
‫للحق‪ .‬شرعا غير موجودة فى الملخص‪.‬‬

19.

‫أيضا ال ُمحاجة ‪:‬‬
‫‪ ‬تطلق في اللغة على التخاصم والجدال‬
‫قال تعالي ‪:‬‬
‫((فَ ِإن َحا ُّج َ‬
‫ِ َو َم ِن اتَّبَعَ ِن))‬
‫ي ِ َّ ِ‬
‫وك فَقُل أَسلَمتُ َوج ِه َ‬
‫يقول االمام الطبري في معني حاجوك أي خاصموك فيه‬
‫بالباطل وأيضا يقول ابن كثير في االية نفسها أي جادلوك في‬
‫التوحيد ‪.‬‬
‫‪ ‬وشرعا‪ :‬رد الخصم عن رأيه الى غيره بالحجة‪.‬‬
‫شرعا غير موجودة بالملخص‪.‬‬

20.

‫أهمية الحوار وأهدافة‪:‬‬
‫بعد أن تبين لنا معني الحوار والمقصود به فال بد من معرفة أهمية الحوار‬
‫والغرض منه ‪.‬‬
‫‪ ‬أوال ا‪ :‬الحوار هو الوسيلة األولى التي من خاللها يتم نشر الدعوة‬
‫إذا كان المسلم يسعى لنشرها ‪.‬‬
‫‪ ‬ثانيا ا‪ :‬الحوار هو كلمة والكلمة رسالة يجب أن تقال وتؤدى‬
‫وأمانة‪ :‬يجب ان يراعى فيها كل ما من شأنه أن يفي بوصولها‪.‬‬

21.

‫ثالثا ا‪:‬‬
‫الحوار هو الكلمة الطيبة والكلمة الطيبة سالح المؤمن في‬
‫اداء رسالته النبيلة سواء في دعوة الناس اليها أو في الدفاع عنها ‪.‬‬
‫لذلك‪ :‬فان الداعية أو المحاور يجب أن يكون متمكنا ا من فن الحوار محيطا‬
‫بآدابه وأساليبه يكون أقدر على النجاح في دعوته ‪.‬‬
‫رابعا ا‪ :‬كثرة استعمال الحوار في الكتاب والسنة وال يمكن أن يستغن‬
‫عنه نبي وال عالم وال داعية‪.‬‬
‫خامسا ا‪ :‬أيضا من أهمية الحوار‪ :‬ظهر في هذه العصر الكثير من الخالف‬
‫بين المسلمين عن أهداف الحوار وغاياته وغالبا من سوء األدب وحدة الكالم‬
‫وربما تطور الى تبادل التهم والسب والشتيمه‪.‬‬

22.

‫سادسا‪ :‬لقد ظهرت في اآلونة االخيرة دندنة (ترديد) جديدة حيث‬
‫يُكثر المنافقون من العلمانيين وأعوانهم من طرح موضوع الحوار‪,‬‬
‫والدعوة اليه بكتابة مقاالت وإجراء الندوات‬
‫والتحقيقات في الصحف والمجالت ويهدفون الى‬
‫أهداف خبيثة ماكره‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬اسكات صوت يجاهدهم باللسان والمنطق ويفض ُحهم بمؤامراتهم‬
‫وكشف عيوبهم ‪.‬‬

23.

‫بل أصبح من مميزات الحوار في كثير من االحيان في عالمنا اْلسالمي‬
‫بما في ذلك الحوار بين الجماعات االسالمية‪.‬‬
‫ومن ظواهره المؤلمة ‪:‬‬
‫رفع الصوت والتعالي فيه والصراخ والتهويل وتحميل األلفاظ ما ال‬
‫تحتمله‪ ،‬وإطالق األحكام على قائلها بالكفر والفسق والضالل‬
‫والعداوة لإلسالم أو التربص بالسنة وأهلها أو يوصف الطرف االخر‬
‫بأوصاف ال تليق كجاهل او سخيف او حقير‪.‬‬

24.

‫أهدافه‪:‬‬
‫أن معرفة األهداف هي التي تحدد مدى نجاح الحوار ألن نجاح كل شئ متعلق بتحقيق‬
‫االهداف‪ ,‬لذلك فال بد من تحديد أهداف الحوار ومعرفة الغاية منه وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬الدعوة‪.‬‬
‫‪ -2‬الوصول إلى الحق‪.‬‬
‫‪ -3‬بيان الباطل الذى عليه الخصم‪.‬‬
‫‪ -4‬تحقيق أهداف أخرى مشروعة‪.‬‬
‫‪ ‬الدعوة‪ :‬وأعني بذلك دعوة االخرين وإقناعهم سواء كانت دعوة الكفار الى االسالم‬
‫وهو هدف وغاية مطلوبة أو دعوة المبتدعين الى السنة أو دعوة غيرهم الى الحق ‪.‬‬
‫ي‬
‫مثال ‪:‬قوله تعال ((اد ُ‬
‫سبِي ِل َر ِبّ َك بِال ِحك َم ِة َوال َمو ِع َظ ِة ال َح َ‬
‫ع إِلَى َ‬
‫سنَ ِة ۖ َو َجادِل ُهم بِالَّتِي ِه َ‬
‫س ِبي ِل ِه ۖ َو ُه َو أَعلَ ُم ِبال ُمهتَد َ‬
‫س ُن ۚ ِإ َّن َربَّ َك ُه َو أَعلَ ُم ِب َمن َ‬
‫ِين )) سوره النحل االية‬
‫ض َّل عَن َ‬
‫أَح َ‬

25.

‫‪ ‬الوصول الى الحق‪:‬‬
‫من أهداف الحوار الوصول الى الحق وذلك بترجيح أحد االراء‬
‫المطروحه وتضييق هوة الخالف وتقريب وجهات النظر فإننا‬
‫نعيش في عصر كثرت فيه الخالفات والخالف تعدي الى فرقة وشتات‬
‫وتباغض وتناحر وتضارب عندما يعجز المختلفون عن التفاهم‬
‫بالمحاورة ‪.‬‬
‫‪ ‬بيان الباطل الذي عليه الخصم‪ :‬بيان ما هو باطل لدى الطرف‬
‫االخر وإظهار الحق والصواب كي يستبين طرق الضالل‪ ,‬كما‬
‫س ِبي ُل ال ُمج ِر ِم َ‬
‫ت َو ِلتَست َ ِب َ‬
‫ين))‬
‫ص ُل اآليَا ِ‬
‫جاء في قوله تعال(( َك َذ ِل َك نُفَ ِ ّ‬
‫ين َ‬
‫سورة االنعام االيه(‪)55‬‬

26.

‫‪ ‬تحقيق أهداف أخرى مشروعة ‪:‬‬
‫فهناك أهداف ومصالح أخرى كثيرة يمكن تحقيقها عن طريق الحوار‬
‫فمثالا‪ :‬أن يكون الحوار مع كافر بغرض إظهار عزة االسالم وقوة‬
‫حجته وذلك ليزداد المؤمنين إيمانا ا ويقينا ا وتمسكا ا‪ ,‬الحوار لهدف‬
‫تعليم السامعين كما جاء في حديث سيدنا جبريل حيث كان الحوار بين‬
‫جبريل والنبي صلى هللا عليه وسلم عن االسالم واْليمان واالحسان‬
‫بهدف تعليم الصحابه وقال صلى هللا عليه وسلم في اخر الحديث ((‬
‫فانه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم))‬

27.

‫خصائص الحوار‬
‫‪ -1‬أن يكون موضوع الحوار معلوما ا من قبل جميع األطراف‬
‫المشاركين فيه‪ ،‬وبالتالي يكون لدى الجميع القدرة على المحاورة‬
‫والنقاش بشك ٍل فعال وجيد‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم التمسك بالخطأ في حال مخالفته لكل ما هو صائب‪.‬‬
‫‪ -3‬االلتزام باأللفاظ الحسنة والمناسبة واالبتعاد عن األلفاظ السيئة‬
‫والبذيئة‪ ،‬مما يؤدي إلى التأدب في الحديث بين الطرفين المشاركين‬
‫في الحوار وبالتالي تحقيق الهدف المنشود منه‪........................‬‬

28.

‫‪ -4‬يجب أن يكون الهدف الرئيس والدافع األساسي من‬
‫الحوار هو الوصول إلى الحقيقة والصواب واالبتعاد عن‬
‫التشتت وإخفاء الحق‪.‬‬
‫‪ -5‬يجب االعتدال في الحديث حتى انتهاء الحوار‪ ،‬وبالتالي‬
‫البعد قدر اْلمكان عن الغضب ورفع الصوت وكل ما يؤدي‬
‫إلى ذلك‪.‬‬
‫‪ -6‬عدم التزمت أو التشدد لفرض رأي معين‪ ،‬بل يجب أن‬
‫يتميز بالمرونة والسالسة‪.‬‬

29.

‫فوائد الحــــــــــــوار‬
‫ُ‬
‫حيث‬
‫(أ) تبادل الكثير من األفكار والمعلومات بين الناس‪،‬‬
‫يستفيد البعض في كثير من األحيان من أفكار الطرف المقابل‬
‫لهم خالل الحوار‪.‬‬
‫(ب) تنمية شخصية األفراد‪ ،‬وبالتالي تنمية القدرة على‬
‫التفكير من خالل تنشيط الذهن وإنشاء وتوليد أفكار جديدة‬
‫ومتنوعة‪.‬‬
‫(ج) يؤدي إلى تخليص بعض األطراف من األفكار الخاطئة‬
‫والسلبية وغيرالمنطقية ‪.‬‬

30.

‫حكم الحوار والجدل‬
‫‪ ‬الحوار‪ :‬فقد يكون واجبا‪ ،‬إذا كان لنصرة الحق بإقامة الحجج‬
‫والبراهين لدفع الشبهات عن ثوابت‬
‫‪ ‬وقد يكون الحوار مندوبًا في حاالت كثيرة؛ منها‪ :‬تأكيد الحق وتأييده‪ ،‬ومع غير‬
‫الذين‬
‫يرجى‬
‫إسالمهم‪.‬‬
‫المسلمين‬
‫ويحرم‪ :‬الحوار‪ :‬إذا كان الغرض منه طمس الحق‪ ،‬وقهر المسلم‪ ،‬وإظهار العلم تباهيًا‪،‬‬
‫ْف َكانَ‬
‫اط ِل ِليُ ْد ِح ُ‬
‫أو لنيل دنيا أو مال قال تعالى‪َ :‬و َجا َدلُوا بِ ْالبَ ِ‬
‫ضوا ِب ِه ْال َحق فَأ َ َخ ْذت ُ ُه ْم فَ َكي َ‬
‫ب ‬
‫ِعقَا ِ‬
‫‪ ‬‬
‫"الجدل‪ :‬في الدين محمود؛ ولهذا جادل نوح واألنبياء قومهم حتى يظهر الحق‪ ،‬فمن ق ِبله أنجح‬
‫وأفلح‪ ،‬ومن رده خاب وخسر‪ ,‬وجاء عن بعض السلف من كراهية الجدل والتحذير منه‪.‬‬
‫سبِي ِل َر ِبّكَ بِال ِحك َم ِة َوال َمو ِع َظ ِة‬
‫وقد وردت بعض النصوص التي تأمر بالجدال مثل قوله تعالى ((اد ُ‬
‫ع إِلَى َ‬
‫َ‬
‫س ِبي ِل ِه ۖ َو ُه َو أعلَ ُم ِبال ُمهتَد َ‬
‫سنُ ۚ إِ َّن َربَّكَ ُه َو أَعلَ ُم ِب َمن َ‬
‫ِين )) سورة‬
‫ض َّل عَن َ‬
‫ي أَح َ‬
‫ال َح َ‬
‫سنَ ِة ۖ َو َجادِل ُهم ِبالَّتِي ِه َ‬
‫النحل االية (‪.)125‬‬

31.

‫واجـــــــــــــــــــــــــب منزلي‬
‫تحدث بالشرح في أحد من المواضيع ادناه‪:‬‬
‫‪ -1‬أهمية الحوار وأهدافة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أصول وقوعد في موضوع الحوار‪.‬‬
‫‪ -3‬تعريفات الحوار والجدال والمناظرة المحاجة‬
‫ودالالتها اللغوية والشرعية والفرق بينهما ‪.‬‬

32.

‫أركان الحوار‪:‬‬
‫للحوار ثالثة اركان رئيسية ال يتصور وجود حوار بدونها‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ ‬المحا ِور‬
‫المحاور ( الطرف االخر)‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫َ‬
‫‪ ‬موضوع الحوار ‪.‬‬

33.

‫اوالا‪ :‬المحا ِور‪:‬‬
‫‪ ‬فاألصل أنه من آداب الحوار في الكتاب والسنة يجب أن يكون المحاور‬
‫مسلما ا منضبطا ا بمنهج هذا الدين ‪.‬‬
‫‪ ‬وهنالك شروط يجب توفرها في المحاور المسلم وهي ‪:‬‬
‫‪ ‬االخالص ‪:‬بمعنى أن يكون حواره في سبيل هللا ‪ ،‬ونصرة لدينه ‪ .‬بعيدا ا‬
‫عن األهواء والشهوات النفسية والكبر والغرور وبذلك ينجح المحاور‬
‫ويؤدي الحوار الى نتائج مثمرة ‪.‬‬
‫العلم ‪:‬‬
‫فال بد للمحاور ان يكون حواره عن علم وبصيرة إذ أن الجاهل‬
‫‪ ‬‬
‫يفسد أكثر مما يصلح وقد ذم هللا المجادل بغير علم كما جاء في قوله‬
‫ان َّم ِري ٍد))‬
‫اس َمن يُ َجا ِد ُل ِفي َّ ِ‬
‫تعالى(( َو ِم َن النَّ ِ‬
‫َّللا ِبغَي ِر ِعل ٍم َويَت َّ ِب ُع ُك َّل شَي َط ٍ‬
‫سورة الحج االية (‪)3‬‬

34.

‫‪ ‬االلتزام بأدب الحوار ‪:‬‬
‫‪ ‬يجب أن يكون المحاور المسلم منضبط في أقواله وأفعاله‬
‫وفي كالمه وحركاته بمنهج الكتاب والسنة ومنها منهج‬
‫االداب والسلوك واألخالق مما يضمن استمرار الحوار‬
‫ويحقق ثمرته ويفتح قلب الطرف االخر لقبول الحق‬
‫والرجوع عن الباطل‪.‬‬

35.

‫المحاور (الطرف االخر)‪:‬‬
‫ثانيا ا‪:‬‬
‫َ‬
‫‪ ‬وهو إما أن يكون مسلما ا ‪ ،‬وهذا شرط من شروط المحاور‬
‫السابقة إال أنه قد يكون معرضا أو مقصرا ا فيشترط اال يلجأ‬
‫الى الحوار معه إال بعد تجريب أسلوب الحكمه والموعظة‬
‫الحسنة ‪.‬‬
‫‪ ‬اما اذا كان المحاور غير مسلم أصالا كأن يكون كتابيا ا فهذا‬
‫ب ِإ َّال‬
‫شرطه عدم الظلم لقوله تعالى(( َال ت ُ َجا ِدلُوا أَه َل ال ِكتَا ِ‬
‫ين َ‬
‫س ُن ِإ َّال الَّ ِذ َ‬
‫ظلَ ُموا ِمن ُهم))سورة العنكبوت‬
‫ي أَح َ‬
‫ِبالَّتِي ِه َ‬
‫االيه (‪ .)46‬والنظر إلى المحاورين يمكن تقسيم الحوار‬
‫في القرآن الى خمسة أصناف وهي ‪:‬‬

36.

‫تقسيم الحوار في القرآن ‪:‬‬
‫‪ ‬حوار بين هللا عز وجل وأحد من خلقه ‪ :‬كما في حواره مع‬
‫المالئكة في خلق آدم ‪ ،‬وحواره مع عيسى في آخر سورة‬
‫المائدة ونحو ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬حوار بين مؤمن وكافر ‪ :‬كما في حوار الرسل مع اقوامهم ‪،‬‬
‫وكما في قصة مؤمن آل فرعون وكما في حور مؤمني الجن‬
‫مع قومهم ‪.‬‬
‫‪ ‬حوار بين مؤمن ومؤمن ‪ :‬كما في قصة سيدنا موسى مع‬
‫الخضر وقصة المالئكة مع سيدنا داوؤد ونحوها‬

37.

‫‪ ‬حوار بين الكفار‪ :‬كما في تحاور فرعون مع المأل‬
‫حوله وكما في تخاصم أهل النار ونحو ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬حوار بين إنسان من البشر والطير‪ :‬كما في قصة‬
‫سيدنا سليمان مع الهدهد‪.‬‬

38.

‫ثالثا ا‪ :‬موضوع الحوار ‪:‬‬
‫‪ ‬وال شك ان موضوعات الحوار في الكتاب والسنة جاءت محققة‬
‫لألهدافه المشروعة واذكر تلك الموضوعات على سبيل المثال ‪.‬‬
‫‪ ‬الدعوة الى التوحيد ‪:‬‬
‫‪ ‬الرسل والرساالت ‪:‬‬
‫‪ ‬البعث ‪:‬‬
‫‪ ‬موضوعات مختلفة‪ :‬موجودة في الكتاب والسنة‬

39.

‫تمت‬
‫بحمدهلل وتوفيقه‬
‫المحاضرة القادمه بأذن هللا سبحانه وتعالى‬

40.

‫آداب الحوار النفسية‬
‫‪ ‬آداب الحوار النفسية ‪:‬‬
‫‪ ‬هناك آداب تتعلق بنفسية المحا ِور وشخصه‪،‬‬
‫وهناك ظروف نفسية قد تطرأ على الحوار فتؤثر‬
‫فيه تأثيرا سلبيا‪ ،‬فينبغي مراعاة ذلك حتى يحقق‬
‫الحوار غاياته ويؤتي ثمراته‪.‬‬

41.

‫وأهم هذه اآلداب النفسية ‪:‬‬
‫‪ ‬الجو المناسب ‪.‬‬
‫‪ ‬االخالص وصدق النية ‪.‬‬
‫‪ ‬االنصات والعدل ‪.‬‬
‫‪ ‬التواضع وحسن الخلق ‪.‬‬
‫الحلم والصبر ‪.‬‬
‫‪ِ ‬‬
‫‪ ‬الرحمة والشفقة بالخصم والحرص على إقناعه‪.‬‬

42.

‫من ادآب الحوار النفسية‬
‫‪ ‬العزة والثبات على الحق ‪.‬‬
‫‪ ‬حسن االستماع ‪.‬‬
‫‪ ‬االحترام والمحبة على رغم الخالف‬
‫‪ ‬الهدوء والثقة بالنفس ‪.‬‬
‫‪ ‬احترام الطرف االخر ‪.‬‬
‫‪ -12‬الجراءة والغضب لنصرة الحق ‪.‬‬

43.

‫أوال ‪ -‬تهيئة الجو المناسب للحوار‬
‫ا‬
‫‪ ‬فالبد من اختيار المكان الهادئ وإتاحة الزمن الكافي‬
‫للحوار‪ ,‬كما ينبغي االبتعاد عن األجواء الجماعية‬
‫والغوغائية‪ ،‬ألن الحق قد يضيع في مثل هذه األجواء‪.‬‬
‫‪ ‬كما ينبغي مراعاة الظرف النفسي واالجتماعي للطرف‬
‫اآلخر‪ ،‬فال يصلح أبدا أن يتم الحوار مع شخص يعاني من‬
‫اْلرهاق الجسدي أو النفسي‪ ،‬ألن هذه األمور ستؤثر في‬
‫الحوار‪.‬‬

44.

‫من وسائل تهيئة الجو المناسب للحوار‬
‫‪ -1‬التعارف بين الطرفين‪.‬‬
‫‪ -2‬طرح أسئلة في غير موضوع الحوار لتهيئة نفسية الطرف‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫‪ -3‬التقديم للحوار بكلمات مناسبة ومقدمات لطيفة تلفت انتباه‬
‫الطرف اآلخر‪.‬‬

45.

‫ثانيا ا‪ -‬اْلخالص وصدق النية‬
‫‪ ‬ال بد من توفر اْلخالص هلل وحسن النية وسالمة‬
‫القصد في الحوار والمناظرة‪ ،‬وأن يبتعد ال ُمناظر عن‬
‫قصد الرياء والسمعة والظهور على الخصم والتفوق على‬
‫اآلخرين‪ ،‬واالنتصار للنفس‪ ،‬وانتزاع اْلعجاب والثناء‪.‬‬
‫‪ ‬ومن دالئل اْلخالص هلل والتجرد لطلب الحق أن يفرح‬
‫المحاور إذا ظهر الصواب على لسان مخالفه‪ ،‬كما قال‬
‫الشافعي‪:‬‬
‫"ما ناظرت أحدا ا إال تمنيت لو أن هللا أظهر الحق على‬
‫لسانه"‪.‬‬

46.

‫ثالاثا ‪ -‬اْلنصاف والعدل‬
‫من المبادئ األساسية في الحوار العدل واْلنصاف‪ ،‬ومن‬
‫تمام اْلنصاف‪:‬‬
‫‪ ‬قبول الحق من الخصم‪.‬‬
‫‪ ‬والتفريق بين الفكرة وقائلها‪.‬‬
‫‪ ‬وأن يبدي المحاور إعجابه باألفكار الصحيحة واألدلة‬
‫الجيدة ‪.‬‬

47.

‫رابعا ا ‪ -‬التواضع وحسن الخلق‬
‫‪ ‬إن التزام األدب وحسن الخلق عموما‪ ،‬والتواضع‬
‫على وجه الخصوص له دور كبير في إقناع‬
‫الطرف اآلخر‪ ،‬وقبوله للحق وإذعانه‬
‫(خضوعه) للصواب‪ ،‬فكلما رأى الخصم من‬
‫محاوره توقيرا وتواضعا‪ ،‬ويلمس ُخلُقا كريما‪،‬‬
‫ويسمع كالما طيبا‪ ،‬فإنه ال يملك إال أن يحترم‬
‫محاوره‪ ،‬ويفتح قلبه الستماع رأيه‪.‬‬

48.

‫وفي الحديث الصحيح‪ :‬عن التواضع‬
‫“وما تواضع أح ٌد هلل إال رفعه هللا”‪:‬‬
‫أي يرفع منزلته وقدره في الدنيا عند الناس‪،‬‬
‫وكذلك يرفعه في اآلخرة ويزيد من ثوابه بسبب‬
‫تواضعه في الدنيا‪.‬‬
‫ومما ينافي التواضع‪ :‬العُجب والغرور والكبر‪.‬‬

49.

‫الحلم والصبر‬
‫خامسا ‪ِ -‬‬
‫‪ ‬يجب على المحاور أن يكون حليما صبورا‪ ،‬ال‬
‫يغضب ألتفه سبب‪ ،‬وال ينفر ألدنى أمر‪ ،‬وال‬
‫يُستفَز بأصغر كلمة‪.‬‬
‫‪ ‬فقد أمر هللا تعالى ‪ -‬نبيه بأخذ العفو وإعذار الناس‬
‫وترك اْلغالظ عليهم كما في قوله تعالى‪:‬‬
‫أعرض ع ِن الجا ِه ِلين )‬
‫(خ ِذ العفو وأمر ِبا‬
‫ِ‬
‫لعرف َو ِ‬

50.

‫سادسا ‪ -‬الرحمة والشفقة‬
‫‪ ‬‬
‫إن المحاور المسلم المخلص الصادق البد أن يكون رحيما بالخصم مشفقا عليه‬
‫عند مناظرته خوفا عليه من الضالل‪ ،‬والخوف عليه من اْلعراض‬
‫والمكابرة والتولي عن الحق وأن يحرص على ظهوره‪.‬‬
‫‪ ‬فالرحمة والشفقة أدب مهم جدا في الحوار‪ ،‬ألن المحاور يسعى لهداية اآلخرين‬
‫واستقامتهم فلذلك يبتعد عن كل معاني القسوة والغلظة والشدة‪ .‬فال يكون الحوار فرصة‬
‫للكيد واالنتقام‪ ،‬أو وسيلة لتنفيس األحقاد‪ ،‬وطريقة ْلظهار الغل والحسد‪ ،‬ونشر العداوة‬
‫والبغضاء‪.‬‬
‫الفرق بين الرحمة والشفقة‪ :‬ال وجد فرق بين الرحمة والشفقة باعتبار أن الشفقة تعنى الرحمة والحنان‪ ,‬أما‬
‫الرحمة فإنها تتضمن العطف والحنان أيضا ا‪ ,‬وقيل أن الشفقة‪ :‬الوعي العميق لمعاناة اآلخرين وكذلك الرحمة‬
‫والرحمة أيضا ً كذلك‪ :‬الوعي العميق لمعاناة اآلخرين الى أن هناك أبحاث أكدت أن هناك فروق بينهم وهي‪:‬‬
‫الشفقة ‪ :‬غالبا ً ال يتوافق معاها الرغبة في مساعدة اآلخرين عكس الرحمة غالبا يتوافق‪.....‬‬
‫الشفقة ‪ :‬قد تجعلك ترى الشخص في ورطة كمجرد ضحية‪ .‬عكس الرحمة ال تجعلك ترى‪....‬‬
‫الشفقة‪ :‬يرتبط التعاطف فيها مع أي دالالت سلبية مثل التعالى والتفوق عكس الرحمة ال يرتبط‪.‬‬

51.

‫سابعا ‪ -‬العزة والثبات على الحق‬
‫‪ ‬إن المحاور المسلم يستمد قوته من قوة الدين‪،‬‬
‫وعظمة اْليمان‪ ،‬فال يجوز أن يؤدي الحوار بالمسلم‬
‫إلى ال ِذّلة وال َمهانة‪.‬‬
‫‪ ‬والعزة اْليمانية ليست عنادا يستكبر على الحق‪،‬‬
‫وليست طغيانا وبغيا‪ ،‬وإنما هي خضوع هلل وخشوع‪،‬‬
‫وخشية وتقوى‪ ،‬ومراقبة هلل سبحانه‪.‬‬

52.

‫ثامنا ‪ -‬حسن االستماع‬
‫‪ ‬ال بد للمحاور الناجح أن يتقن فن االستماع‬
‫وأدبا‪ ،‬فكذلك لالستماع‪ ،‬وليس الحوار من حق طرف‬
‫واحد يستأثر فيه بالكالم دون محاوره‪ ،‬فهناك فرق بين‬
‫كما أن للكالم فنا‬
‫الحوار الذي فيه تبادل اآلراء وبين االستماع إلى محاضرة‪.‬‬
‫‪ ‬ومما ينافي حسن االستماع‪:‬‬
‫ مقاطعة كالم الطرف اآلخر‪ ،‬فإنه طريق سريع‬‫لتنفير الخصم إضافة إلى ما فيه من سوء أدب‪ ،‬كما‬
‫أنه سبب في قطع الفكرة مما يؤثر في تسلسل‬
‫األفكاروترابطها ‪.‬‬

53.

‫تاسعا ‪ -‬االحترام والمحبة على رغم‬
‫الخالف‬
‫‪ ‬الخالف أمر واقع ال محالة ولكن ال يجوز أن يؤدي الخالف‬
‫بين المتناظرين الصادقين في طلب الحق إلى تباغض‬
‫وتقاطع بين أطراف الحوار‪ ،‬أو تشاحن وتدابر‪.‬‬
‫فأخوة الدين‪ ،‬وصفاء القلوب‪ ،‬وطهارة النفوس فوق‬
‫‪ ‬‬
‫ِّ‬
‫الخالفات الجزئية‪ ،‬والمسائل الفرعية‪ ،‬واختالف وجهات‬
‫النظر‪ ،‬ال ينبغي أن يقطع حبال المودة‪ ،‬ومهما طالت‬
‫المناظرة‪ ،‬أو تكرر الحوار‪ ،‬فال ينبغي أن تؤثر في القلوب‪،‬‬
‫أو تكدر الخواطر‪ ،‬أو تثير الضغائن‪.‬‬

54.

‫‪ ‬لقد اختلف السلف فيما بينهم‪ ،‬وبقيت بينهم روابط‬
‫األخوة الدينية قائمة‪:‬‬
‫‪ ‬فهذان الخليفتان الراشدان‪ ،‬أبو بكر وعمر‪ ،‬يختلفان في‬
‫أمور كثيرة‪ ،‬وقضايا متعددة‪ ،‬مع بقاء األلفة والمحبة‪ ،‬ودوام‬
‫األخوة والمودة‪.‬‬
‫‪ ‬ومع هذا الخالف بينهما ويظهر ذلك من ثناء كل واحد منهما‬
‫على صاحبه‪.‬‬

55.

‫عاشرا ‪ :‬الهدوءًوالثقةًبالنفسًفيًالحوار‬
‫ً‬
‫‪( ‬تأمالتًفيًالحوارًمنًخاللًسورةًيوسف )‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫عندم نتأمل سورة يوسف ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬نجد أن هناك نماذج كثيرة في بيان‬
‫أدب الهدوء واالطمئنان‪ ،‬والثقة بالنفس وأثره على الحوار‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬صبر يوسف ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬على إخوته وما فعلوه به‪ ،‬قال تعالى‪ :‬فَلَ َّما‬
‫َذ َهبُوا ِب ِه َوأَج َمعُوا أَن يَجعَلُو ُه ِفي َ‬
‫ب َوأَو َحينَا ِإلَي ِه لَتُنَ ِبّئَنَّ ُهم ِبأَم ِر ِهم َه َذا‬
‫غيَابَ ِ‬
‫ت ال ُج ّ ِ‬
‫َو ُهم ال يَشعُ ُر َ‬
‫ون [يوسف‪.]15 :‬‬
‫‪ -2‬ما جرى له مع امرأة العزيز واتهامها له لفعل الفاحشة‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫س ِه َو َ‬
‫اب َوقَالَت َهيتَ لَ َك قَا َل َمعَا َذ‬
‫غلَّقَ ِ‬
‫اودَتهُ الَّ ِتي ُه َو ِفي بَي ِت َها عَن نَف ِ‬
‫ت األَب َو َ‬
‫ َو َر َ‬
‫اي ِإنَّهُ ال يُف ِل ُح ال َّ‬
‫ظا ِل ُم َ‬
‫ون [يوسف‪.]23 :‬‬
‫َّ ِ‬
‫َّللا ِإنَّهُ َر ِبّي أَح َ‬
‫س َن َمث َو َ‬
‫يتضح من هذه اآلية الكريمة‪ :‬ثقة يوسف ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬بنفسه‪،‬‬
‫وضبطها‪ ،‬والر ّد ببساطة وهدوء دون أدنى انفعال أو مزايدة في‬
‫الكالم‪.‬‬

56.

‫‪ -3 ‬حسن استماعه أثناء الحوار وهدوئه وثقته بنفسه مع‬
‫السجينين له‪ ،‬والملك نفسه‪.‬‬
‫‪ -4 ‬ثقة وطمأنينة يعقوب ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬في حواره مع‬
‫إخوة يوسف ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬رغم مخالفتهم له‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫ف ِعن َد َمتَا ِعنَا‬
‫ قَالُوا يَا أَبَانَا ِإنَّا ذَ َهبنَا نَست َ ِب ُ‬
‫ق َوت َ َركنَا يُو ُ‬
‫س َ‬
‫صا ِد ِق َ‬
‫ين * َو َجا ُءوا‬
‫ب َو َما أَنتَ ِب ُمؤ ِم ٍن لَنَا َولَو ُكنَّا َ‬
‫فَأ َ َكلَهُ ال ِذّئ ُ‬
‫صب ٌر‬
‫َ‬
‫س ُكم أَمرا ا فَ َ‬
‫ب قَا َل بَل َ‬
‫س َّولَت لَكُم أَنفُ ُ‬
‫يص ِه ِبد ٍَم َك ِذ ٍ‬
‫علَى قَ ِم ِ‬
‫علَى َما ت َ ِصفُ َ‬
‫َّللاُ ال ُمستَعَ ُ‬
‫ون [يوسف‪.]18-17 :‬‬
‫ان َ‬
‫َج ِمي ٌل َو َّ‬

57.

‫القواعدًالتيًتساعدًعلىًالهدوءًوالثقةً‬
‫بالنفس ‪:‬‬
‫‪ ‬حسن االستماع للطرف االخر‪.‬‬
‫‪ ‬على المحاور ضبط صوته‪.‬‬
‫‪ ‬على المحاور ان ال يكون لديه خوف وقلق واضطراب ‪.‬‬
‫‪ ‬يجب ان لديه هدوء ‪.‬‬

58.

‫‪ ‬آداب الحوار ال ِعلمية‬

59.

‫‪ ‬تحدثت في المحاضرة السابق عن آداب الحوار النفسية‪ ،‬وذكرت أن‬
‫هناك آدابا تتعلق بنفسية المحاور وشخصه‪ ،‬وأن هناك ظروفا نفسية‬
‫قد تطرأ على الحوار فتؤثر عليه تأثيرا سلبيا‪ ،‬وأنه ينبغي مراعاة ذلك‬
‫حتى يحقق الحوار غاياته ويؤتي ثمراته‪ ،‬واستكماال لذلك يطيب لي‬
‫أن أتناول في هذا المحاضرة آداب الحوار العلمية وهي‪:‬‬
‫العلم‪.‬‬
‫‪.1‬‬
‫‪ .2‬البدء بالنقاط المشتركة وتحديد مواضع االتفاق‪.‬‬
‫‪ .3‬التدرج والبدء باألهم‪.‬‬
‫‪ .4‬ضرب األمثلة‪.‬‬
‫‪ .5‬العدول عن اْلجابة‪.‬‬

60.

‫أولً ‪ :‬العلم‬
‫‪ ‬العلم شرط أساسي لنجاح الحوار وتحقيق غايته‪ ،‬وبدونه ال‬
‫ينجح الحوار‪ ،‬ويهدر الوقت ويضيع الجهد ‪.‬‬
‫‪ ‬فيجب على المحاور أن يكون عالما بجميع‬
‫موضوعات الحوار وأال يناقش موضوعات ال يعرفها‪،‬‬
‫وال يدافع عن فكرة لم يقتنع بها‪ ،‬فإنه بذلك يسيء إلى‬
‫الفكرة والقضية التي يدافع عنها‪ ،‬ويعرض نفسه‬
‫لإلحراج وعدم التقدير واالحترام‪.‬‬

61.

‫ثانيا ‪ :‬البدءًبالنقاطًالمشتركةًوتحديدًمواضعً‬
‫التفاق‬
‫‪ ‬بين كل متناظرين مختلفين حد مشترك من النقاط‬
‫المتفق عليها بينهما والتي يسلم بها الطرفان‪،‬‬
‫‪ ‬والمحاور الناجح هو الذي يظهر مواطن االتفاق‪.‬‬
‫والبدء باألمور المتفق عليها يساعد على تقليل‬
‫الفجوة‪ ،‬ويوثق الصلة بين الطرفين‪ ،‬حتى يكون‬
‫الحوار هادئ اا هادفاا‪.‬‬

62.

‫‪ ‬أما إذا كان البدء بذكر مواضع الخالف وموارد النزاع‬
‫فإن فرص التالقي تقل‪ ،‬وفجوة الخالف تتسع‪ ،‬كما أنه‬
‫يغير القلوب‪ ،‬ويثير النفوس ويؤدي الى عدم الوصول‬
‫الى نتائج محمودة‪.‬‬
‫‪ ‬فالبدء بالنقاط المشتركة يساعد على تحرير محل‬
‫النزاع‪ ،‬وتحديد نقطة الخالف‪ ،‬ويفيد في حسن‬
‫ترتيب القضايا والتدرج في معالجتها‪.‬‬

63.

‫ثالثاً ‪ :‬التدرجًوالبدءًباألهم‬
‫‪ ‬إن المحاور الناجح هو الذي يصل إلى هدفه‬
‫بأقرب طريق‪ ،‬وال يضيع وقته فيما ال فائدة منه‬
‫‪ ‬وال عالقة له بأصل الموضوع‪ ،‬فمعرفة األهم‬
‫والبدء به يختصر الطريق‪.‬‬
‫‪ ‬وأوضح األمثلة على ذلك بدء األنبياء ‪ -‬صلوات‬
‫هللا عليهم وسالمه ‪ -‬بأهم قضية‬

64.

‫وأكبرًغاية‪ً،‬وهيًالدعوةًإلىًعبادةًهللاًوحدهً‬
‫لشريكًلهً‬
‫‪ ‬ومع التأكيد على هذا األدب ‪ -‬البدء باألهم ‪ -‬فقد‬
‫يحتاج المحاور إلى أن يتدرج ويتنازل مع‬
‫خصمه تسلي اما مؤقتاا حتى يصل إلى القضية األم‬
‫والمسألة األهم‪.‬‬

65.

‫رابعاً ‪ :‬ضربًاألمثلة‬
‫‪ ‬إن المحاور الناجح هو الذي يحسن ضرب األمثلة‪،‬‬
‫ويتخذها وسيلة ْلقناع محاوره‪ ،‬إذ أن األمثلة الجيدة‬
‫تزيد المعنى وضو احا وبياناا‪.‬‬
‫‪ ‬لألمثلة دور كبير في تقريب المعاني واْلقناع‬
‫كثيرا‪ ،‬وأشار إلى‬
‫بها‪ ،‬فقد اعتنى القرآن بها‬
‫ا‬
‫أهميتها وبيان هدفها‪.‬‬
‫قوله تعالى ‪:‬‬
‫اس لَعَلَّ ُهم يَتَفَك َُّر َ‬
‫ون ))‬
‫‪َ (( ‬وتِل َك األَمثَا ُل نَض ِربُ َها ِللنَّ ِ‬

66.

‫خامسا ً ‪ :‬العدولًعنًاإلجابة ‪:‬‬
‫‪ ‬إن األصل في الحوار الناجح أن يبنى على‬
‫اْلخالص والتجرد للحق والصدق والوضوح‪،‬‬
‫ولكن قد تتعذر هذه الصفات في الخصوم‪ ،‬فقد‬
‫والمراء‪ ،‬ويقصد‬
‫يكون الخصم يهوى الجدال ِ‬
‫إضاعة الوقت والتهرب من الحوار الجاد‪.‬‬
‫‪ ‬وقد يلقي أسئلة ال قيمة لها وال تفيد شيئ اا‬
‫بالحوار ‪.‬‬

67.

‫آدابًالحوارًاللفظية‬
‫‪ ‬فالبد للمحاور أن يدقق ألفاظه ويراعي كل عبارة‬
‫يتفوه بها‪ ،‬حتى يستقيم الحوار‪ ،‬ويحقق نتائجه‪،‬‬
‫ويؤتي ثماره‪.‬‬
‫‪ ‬ومن أهم اآلداب اللفظية ‪:‬‬

68.

‫أولً ‪ :‬الكلمةًالطيبةًوالقولًالحسن‬
‫‪ ‬لقد أمر هللا عز وجل بدعوة الناس بالحكمة والموعظة‬
‫س ِبي ِل َر ِبّ َك ِبال ِحك َم ِة‬
‫حسنة‪ ،‬فقال سبحانه‪(( :‬اد ُ‬
‫ع ِإلَى َ‬
‫َوال َمو ِع َ‬
‫س ُن ۚ ))‬
‫ي أَح َ‬
‫ظ ِة ال َح َ‬
‫سنَ ِة ۖ َو َجا ِدل ُهم ِبالَّ ِتي ِه َ‬
‫‪ ‬ومن القول الحسن أي ا‬
‫ضا ‪ :‬حسن المناداة للطرف‬
‫اآلخر‪ ،‬واختيار أحب األسماء إليه‪ ،‬وقدتأدب‬
‫األنبياء بهذا األدب في خطابهم ألقوامهم‪ ،‬فقد كان‬
‫(يا قوم)‪.‬‬
‫يقول الرسول لخصومه المعاندين‪:‬‬

69.

‫ثانياً ‪ :‬التعريضًوالتلميحًبدلًعنً‬
‫التصريح‬
‫‪ ‬إن لفت النظر إلى األخطاء من طرف خفي‪ ،‬وتجنب اللوم‬
‫المباشر‪ ،‬وعدم تخطئة الطرف اآلخر بعبارة صريحة‪ ،‬كل‬
‫ذلك له أثره في تسليم الخصم للحق والرجوع عن الخطأ‪،‬‬
‫‪ ‬فالنفوس غالباا ال تتحمل أن تواجه بقوة وصرامة‪ ،‬وهناك‬
‫من األلفاظ الموحية والكلمات اللطيفة والتي تؤدي الغرض‬
‫‪ ‬نفسه‪ ،‬دون جرح لمشاعر اآلخرين‪ ،‬أو إشعارهم بالذل‬
‫‪ ‬والهزيمة‪.‬‬

70.

‫ثالثاً ‪ :‬ثناءًالمحاورًعلىًنفسهًأوًعلىً‬
‫خصمهًبالحق‬
‫‪ ‬إن الكالم عن النفس ومدحها والثناء عليها‪ ،‬مذموم غالباا‪،‬‬
‫وال يحب الناس أن يسمعوا ممن يمأل آذانهم بسيرته وأحواله‬
‫وتقلباته‪.‬‬
‫صا في‬
‫‪ ‬بل إن من يفعل ذلك ويفرح به ويكثر منه‪ ،‬يعد ناق ا‬
‫عقله‪ ،‬أو ربما فاسداا في نيته وقصده‪.‬‬
‫‪ ‬وكما قال اْلمام مالك ‪( :‬إن الرجل إذا ذهب يمدح نفسه ذهب‬
‫بهاؤه) وقد نهى هللا عز وجل عن تزكية النفس والتمدح‬
‫بطهارتها فقال سبحانه‪:‬‬
‫((فال تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى))‬

71.

‫رابعاً ‪ :‬المحاذيرًاللفظية ‪:‬‬
‫‪ ‬إن للسان سقطات‪ ،‬وللكالم زالت‪ ،‬والمسلم‬
‫مأمور بحفظ لسانه‪ ،‬كما أنه مأمور بطيب‬
‫خيرا فيغنم أو يسكت فيسلم‬
‫الكالم‪ ،‬وأن يقول ا‬
‫ويسلم اآلخرون منه‪ ،‬وهناك أمور قد يقع‬
‫فيها اللسان فتورد صاحبها الى الهالك منها‪:‬‬

72.

‫‪ /1‬اختيار األلفاظ والمعاني التي تقود إلى الجدل‪ ،‬أو‬
‫تستثير الفتن والمشكالت ‪.‬‬
‫‪ /2‬إظهار التفاصح والتشدق في الكالم‪ ،‬تي اها على الغير‬
‫واستعالء ‪.‬‬
‫‪ /3‬الغيبة‪ :‬فإن ال ُمناظر ال ينفك عن حكاية كالم خصمه‬
‫ومذمته‪ ،‬فيحكي عنه ما يدل على قصور كالمه‬
‫وعجزه ونقصان فضله‪ ،‬وهو الغيبة‪.‬‬

73.

‫‪ /4‬الكذب ‪ :‬ربما ال يقدر المناظر على محاورة خصمه ‪ ،‬فيلجأ‬
‫إلى الكذب عليه‪ ،‬فينسبه الى الجهل والحماقة وقلة الفهم‪،‬‬
‫تغطية لعجزه‪.‬‬
‫‪ /5‬تزكية النفس والثناء عليها بالقوة والغلبة كقول القائل ‪:‬‬
‫لست ممن تخفي عليه أمثال هذه األمور ونحو ذلك مما‬
‫يتمدح به على سبيل االدعاء ‪.‬‬

74.

‫أدبًالخالفً‬
‫قواعد في أدب االختالف‬

75.

76.

‫آدابًالختالفًفىًالسالمً‬
‫‪ ‬موضوع أدب الحوار مع اآلخـرين كبير وخطير؛‬
‫فالخالف بين الناس في شئون دينهم ودنياهم أمر‬
‫طبيعي مشهور‪ ،‬الختالف طبائعهم‪.‬‬
‫‪ ‬كذلك سيظل هذا االختالف بين البشر ما بقيت على‬
‫األرض حياة‪ ،‬وهكذا شاءت حكمة هللا ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫اس أ ُ َّمةا‬
‫قال تعال ‪َ (:‬ولَو شَا َء َربُّ َك لَ َجعَ َل النَّ َ‬
‫ون ُمخت َ ِل ِف َ‬
‫اح َدةا َوال يَ َزالُ َ‬
‫ين )‬
‫َو ِ‬

77.

‫تعريفًالختالف ‪:‬‬
‫‪ ‬االختالف هى ‪ :‬أن ينتهج كل شخص طريقا ا‬
‫مغايرا ا لآلخر في حاله (نفسه) أو في قوله‪.‬‬
‫فقد اقتضت حكمة هللا تعالى أن يكون خلق الناس‬
‫بعقول ومدارك متباينة‪ ،‬إلى جانب اختالف‬
‫األلسنة واأللوان والتصورات واألفكار‪ ،‬وكل تلك‬
‫األمور تفضي إلى تعدد اآلراء واألحكام‪.‬‬

78.

‫أسبابًالخالف ‪:‬‬
‫‪ ‬ويعود هذا الخالف في أمور الدين والشرع إلى أسباب كثيرة‪،‬‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ /1‬اختالف العقول و األفهام‪ ،‬وتفاوت المدارك‪.‬‬
‫‪ /2‬عدم فهم الموضوع من جوانبه المختلفة ‪.‬‬
‫‪ /3‬تفاوت العلم؛ فهذا عالم‪ ،‬وهذا أعلم‪ ،‬وهذا أقل‪..‬‬
‫ع ِلي ٌم)‪.‬‬
‫ق ُك ِ ّل ِذي ِعل ٍم َ‬
‫قال تعالى‪َ ( :‬وفَو َ‬
‫‪ /4‬التعصب البغيض لقول‪ ،‬أو مذهب‪ ،‬أو رأي‪ ،‬أو شيخ ‪.‬‬
‫‪ /5‬التقليد األعمى أو االنقياد للهوى والنافع الخاصة والحسد‬
‫والعدوان وحب الشهرة ‪.‬‬

79.

‫طرقًحلًالخالفًعندًاألممً‬
‫‪ ‬الناس يسلكون في معالجة الخالف مسالك‬
‫شتى منها ‪:‬‬
‫‪ )1‬الحرب ـ أو االنقالب العسكري ‪.‬‬
‫‪ ( )2‬االنتخابات البرلمانية ) أو ما يطلق‬
‫عليه ( القوة أو الحوار ) ‪.‬‬

80.

‫الحربً ( القوةً )‬
‫‪ ‬فالحرب تكون ‪-‬أحياناا‪ -‬وسيلة لحل الخالف‪،‬‬
‫وإنهاء الخصومات‪ ،‬وإثبات الحجة‪ ،‬إال أنها‬
‫ال تصلح أن تكون الحل األول في ذلك؛ إذ‬
‫كثيرا من المبادئ والنظريات‬
‫إننا نجد أن‬
‫ا‬
‫التي قامت على القوة‪ ،‬وعلى الحديد والنار‪،‬‬
‫سرعان ما تهاوت وسقطت‪.‬‬

81.

‫أماًفيًاإلسالم‬
‫‪ ‬فإن المسلمين وإن شنّوا حروباا ضد أعدائهم‪ ،‬لكن هذه‬
‫الحروب لم تكن بهدف إكراه أحد على الدخول في اْلسالم‪،‬‬
‫الرش ُد ِم َن‬
‫ين قَد تَبَيَّ َن ُّ‬
‫فقد قال هللا تعالى‪( :‬ال ِإك َرا َه ِفي ال ِ ّد ِ‬
‫ي ِ) [البقرة‪]256:‬؛ بل كانت بهدف إزالة الطواغيت التي‬
‫الغَ ّ‬
‫تحول بين الناس وبين الدخول في الدين‪ ،‬أو تضغط عليهم‬
‫وتكرههم على ترك دينهم الحق‪.‬‬
‫صا واحداا على‬
‫‪ ‬ولم يحفظ التاريخ أن المسلمين أكرهوا شخ ا‬
‫الدخول في اْلسالم ‪.‬‬

82.

‫الحوارًوأدبًالختالف‬
‫‪ ‬وهو الوجه اآلخر من أساليب معالجة الخالف‪ ،‬سواء مع الكافر‬
‫بهدف دعوته إلى اْلسالم‪ ،‬أو مع المسلم ‪.‬‬
‫‪ ‬فالحوار أحياناا‪ ،‬يكون أقوى من الكالشينكوف‪ ..‬أقوى من‬
‫البندقية‪ ..‬أقوى من األسلحة العسكرية كلها؛ ألنه يعتمد على‬
‫القناعات الداخلية الذاتية؛ بل ربما أفلح الحوار فيما ال تفلح فيه‬
‫الحروب الطاحنة‪.‬‬
‫‪ ‬وفيما يلي حادثتـان تاريخيتان قديمتـان تدالن على ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬ـ ومن المعروف في تاريخ اْلسالم أن الخوارج من أكثر الناس‬
‫ضراوة وقوة‪ ،‬وشجاعة وبسالة في الحروب‪ ،‬مما جعل الناس‬
‫يرهبونهم‪.‬‬

83.

‫تاريخًالختالفًوتطوره ‪:‬‬
‫أوال ا‪:‬اختالف الصحابة في عهد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مرج َع الجميع‪ ،‬فلم يكن في عهده‬
‫ما يؤدي إلى االختالف‪ ،‬أما البعيدون عن المدينة فكان يقع بينهم‬
‫االختالف؛ الختالفهم فيما يعرفونه من تفسير كتاب هللا وسنة رسول‬
‫‪.‬‬
‫وسلم‬
‫عليه‬
‫هللا‬
‫صلى‬
‫هللا‬
‫وكان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يعلم أصحابه رضوان هللا عليهم‬
‫أدبا ا هاما ا من آداب االختالف في قراءة القرآن خاصة‪ ،‬فيقول‪" :‬اقرأوا‬
‫القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم‪ ،‬فإذا اختلفتم فيه فقوموا"‪.‬‬
‫وكان صلى هللا عليه وسلم يقول‪" :‬ال تختلفوا فإن من كان‬
‫قبلكم اختلفوا فهلكوا"‪..‬‬

84.

‫ثانياً ‪ :‬سماتًأدبًالختالفًفيًعهدًالخالفةً‬
‫الراشدة ‪:‬‬
‫‪ ‬كانوا يبعدون عن االختالف‪ ،‬وال يتبعون الهوى‪ ،‬وحين‬
‫يكون للخالف أسباب؛ من مثل وصول سنة في أمر‬
‫ألحدهم لم تصل لآلخر‪ ،‬أو اختالفهم في فهم نص‪ ،‬أو‬
‫في لفظة‪ ،‬كانوا وقافين عند الحدود يسارعون‬
‫لالستجابة إلى الحق واالعتراف بالخطأ‪ ،‬وكانوا شديدي‬
‫االحترام ألهل العلم والفضل والفقه‪ ،‬وكانت أخوة‬
‫اْلسالم بينهم أصالا من أصول اْلسالم الهامة‪ ،‬وهي‬
‫فوق الخالف أو الوفاق في المسائل االجتهادية‪..‬‬

85.

‫ومنًأمثلةًاختالفهم ‪:‬‬
‫‪ - ‬اختالفهم في وفاته عليه الصالة والسالم؛ فإن‬
‫عمر ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬جعل القول بوفاته إرجافا ا‬
‫من المنافقين‪ ،‬وظن أنه سيبقى في أمته حتى‬
‫يشهد على آخرها بآخر أعمالها‪ ..‬حتى جاء أبو‬
‫بكر وقرأ على الناس قوله تعالى‪َ :‬و َما ُم َح َّم ٌد‬
‫س ُل أَفَ ِإن َماتَ أَو‬
‫الر ُ‬
‫ِإ َّال َر ُ‬
‫سو ٌل قَد َخلَت ِمن قَب ِل ِه ُّ‬
‫قُ ِت َل سورةآل عمران‪ :‬االية ‪.]144‬‬

86.

‫‪ ‬‬
‫‪ -2‬اختالفهم في خالفة رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ ..‬اختلفوا فيمن تكون الخالفة أم في المهاجرين‬
‫أم في األنصار؟ أتكون لواحد أم ألكثر كما وقع‬
‫االختالف حول الصالحيات التي كانت لرسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم بصفته حاكما ا وإماما ا للمسلمين‬
‫هل ستكون للخليفة بعده كاملة أم ناقصة أم مختلفة‪.‬‬

87.

‫‪ -3 ‬اختلفوا حول قتال مانعي الزكاة‪ ..‬فعن أبي هريرة رضي هللا عنه‪:‬‬
‫"لما توفي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وكان أبو بكر رضي هللا‬
‫عنه‪ ،‬وكفر من كفر من العرب‪ ،‬فقال عمر‪ :‬فكيف تقاتل الناس وقد‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أمرت أن أقاتل الناس حتى‬
‫يقولوا‪ :‬ال إله إال هللا‪ ،‬فمن قالها عصم مني ماله ونفسه إال بحقها‬
‫َّ‬
‫ألقاتلن من ف َّرق بين‬
‫وحسابه على هللا تعالى؟ فقال أبو بكر‪" :‬وهللا‬
‫الصالة والزكاة‪ ،‬فإن الزكاة حق المال‪ ،‬وهللا لو منعوني عناقا ا كانوا‬
‫يؤدونها لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم لقاتلتهم على منعها‪ ،‬قال‬
‫عمر‪ :‬فوهللا ما هو إال أن قد شرح هللا صدر أبي بكر رضي هللا عنه‬
‫للقتال فعرفت أنه الحق‪.‬‬

88.

‫قواعدًفيًأدبًالختالف‬
‫‪ ‬أوال ‪ :‬أنواع االختالف وأسبابه‪:‬‬
‫االختالف نوعان ‪ :‬اختالف مذموم ‪ ،‬واختالف محمود‬
‫المذموم‪:‬هو اختالف ‪،‬يرجع إلى أسباب خلقية متعددة‬
‫‪ ،‬ومن هذه األسباب ‪:‬‬
‫‪ /1‬الغرور بالنفس واْلعجاب بالرأي ‪.‬‬
‫‪ /2‬سوء الظن والمسارعة إلى اتهام اآلخرين بغير‬
‫بينة ‪.‬‬

89.

‫‪-3 ‬الحرص على الزعامة أو الصدارة أو المنصب‬
‫‪ -٤ ‬اتباع الهوى وحب الدنيا ‪.‬‬
‫‪ -٥ ‬التعصب ألقوال األشخاص والمذاهب‬
‫والطوائف ‪.‬‬
‫‪ -٦ ‬العصبية لبلد أو إقليم أو حزب أو جماعة أو‬
‫قائد ‪.‬‬

90.

‫‪ - ٧‬قلةًالعلمًفيًصفوفًكثيرًمنً‬
‫المتصدرينً‪.‬‬
‫‪-8 ‬عدم التثبت في نقل األخبار وسماعها‬
‫‪ ‬وهذه األسباب وغيرها من الرذائل األخالقية‬
‫والمهلكات هي التي ينشأ عنها اختالف غير‬
‫محمود وتفرق مذموم وكل واحد من هذه‬
‫األسباب يطول شرحه وسنأتي على ذكر الكثير‬
‫من هذه األسباب عند الكالم عن القواعد العلمية‬
‫واألخالقية في أدب الخالف ‪.‬‬

91.

‫الختالفًالمحمودً ‪:‬‬
‫‪ ‬وهو اختالف تنوع ‪ ،‬وهو عبارة عن اآلراء المتعددة‬
‫التي تصب في مشرب واحد ‪ ،‬ومن ذلك ما يعرف‬
‫‪ ‬بالخالف الصوري ‪ ،‬والخالف اللفظي ‪ ،‬والخالف‬
‫االعتباري‪.‬‬
‫‪ ‬وهذه االختالفات مردها إلى أسباب فكرية ‪ ،‬واختالف‬
‫وجهات النظر ‪ ،‬في بعض القضايا العلمية كالخالف‬
‫في فروع الشريعة وبعض مسائل العقيدة التى ال تمس‬

92.

‫األصولًالقطعيةً‪.‬‬
‫‪ ‬وكذلك االختالفات في بعض األمور العملية ‪ ،‬كالخالف‬
‫في بعض المواقف السياسية ومناهج اْلصالح‬
‫والتغيير ويدخل في الخالفات الفكرية ‪ :‬اختالف الرأي‬
‫في تقويم بعض المعارف والعلوم مثل ‪ :‬علم الكالم‬
‫والمنطق والفلسفة والتصوف ‪.‬‬
‫‪ ‬واالختالف في تقويم األحداث التاريخية وبعض‬
‫الشخصيات التاريخية والعلمية ‪.‬‬

93.

‫وجودًالخالفًفيًخيرًقرونً‬
‫األمةً ‪:‬‬
‫‪ ‬لقد كان الخالف موجوداا في عصر األئمة المتبوعين‬
‫الكبار ‪ :‬أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والثوري‬
‫‪ ‬واألوزاعي وغيرهم ‪ .‬ولم يحاول أحد منهم أن يحمل‬
‫اآلخرين على رأيه أو يتهمهم في علمهم أو دينهم من‬
‫أجل مخالفتهم ‪.‬‬
‫‪ ‬بل كان الخالف موجوداا في عصر شيوخ األئمة‬
‫وشيوخ شيوخهم من التابعين الكبار والصغار ‪ ،‬بل‬

94.

‫كان الخالف موجودا في عصر الصحابة نظرا‬
‫لختالف أفهامهم وتفسيرهم للنصوص ‪.‬‬
‫‪ ‬بل إن الخالف وجد في عهد النبي (صلى هللا عليه وسلم) ‪،‬‬
‫فأقره ولم ينكره ‪ ،‬وفي غيرها من القضايا ‪.‬‬
‫االختالف هي ضرورة ورحمة وسعة‪:‬‬
‫‪ ‬أ‪ -‬االختالف ضرورة االختالف في فهم األحكام‬
‫الشرعية غير األساسية ضرورة البد منها ‪،‬‬
‫بسبب طبيعة الدين ‪ ،‬واللغة ‪ ،‬وطبيعة الكون‬
‫والحياة ‪.‬‬

95.

‫وأماًطبيعةًاللغةً ‪:‬‬
‫‪ ‬فإن نصوص القران والسنة ‪ ،‬جاءت على‬
‫وفق ما تقتضيه اللغة في المفردات‬
‫والتراكيب ‪ ،‬ففيها اللفظ المشترك الذي‬
‫‪ ‬يحتمل أكثر من معنى ‪ ،‬وفيها ما يحتمل‬
‫الحقيقة والمجاز ‪ ،‬والعام والخاص ‪،‬‬
‫والمطلق والمقيد ‪.‬‬

96.

‫وأماًطبيعةًالبشرً ‪:‬‬
‫‪ ‬فقد خلقهم هللا مختلفين ‪ ،‬فكل إنسان له‬
‫شخصيته المستقلة ‪ ،‬وتفكيره المتميز ‪،‬‬
‫وميوله الخاصة ‪ ،‬ومن العبث صب الناس‬
‫في قالب واحد ‪ ،‬ومحو كل اختالف بينهم ‪،‬‬
‫فهذا أمرمخالف للفطرة التي فطر هللا عليها‬
‫الناس ‪.‬‬

97.

‫وأماًطبيعةًالكونًوالحياةً ‪:‬‬
‫‪ ‬فالكون الذي نعيش في جزء صغير منه ‪ ،‬خلقه هللا‬
‫سبحانه مختلف األنواع والصور واأللوان ‪ ،‬وهذا‬
‫االختالف ليس اختالف تضارب وتناقض بل هو‬
‫اختالف تنوع ‪.‬‬
‫وكذلك طبيعة الحياة ‪ ،‬فهي أيضا تختلف وتتغير بحسب‬
‫مؤثرات متعددة ‪ ،‬في المكان والزمان‪.‬‬

98.

‫‪ ‬فالخالف سنة كونية اقتضتها الحكمة اْللهية ‪،‬‬
‫قال هللا عز وجل‪( :‬ولو شاء ربك لجعل الناس‬
‫أمة واحدة)‬

99.

‫الختالفًرحمة‬
‫‪ ‬االختالف مع كونه ضرورة ‪ ،‬هو كذلك رحمة باألمة وتوسعة‬
‫عليها ‪.‬‬
‫‪ ‬ولهذا اجتهد الصحابة واختلفوا في أمور جزئية كثيرة ‪ ،‬ولم‬
‫يضيقوا ذرعا بذلك بل نجد الخليفة الراشد عمر بن عبد‬
‫‪ ‬العزيز يقول عن اختالف الصحابة رضي هللا عنهم ‪(( :‬ما‬
‫‪ ‬يسرني أن أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لم‬
‫يختلفوا ‪ ،‬ألنهم لو لم يختلفوا لم يكن لنا رخصة))‪.‬‬

100.

‫الختالفًثروةً ‪:‬‬
‫‪ ‬اختالف اآلراء االجتهادية يثري الفقه ‪ ،‬وينمو ويتسع‬
‫‪ ،‬ألن كل رأى يستند إلى أدلة واعتبارات شرعية ‪.‬‬
‫‪ ‬وبهذا التعدد والتنوع تتسع الثروة الفقهية التشريعية‬
‫‪ ،‬وإن تعدد المذاهب الفقهية وكثرة األقوال ‪ ،‬كنوز ال‬
‫يقدر قدرها ‪ ،‬وثروة ال يعرف قيمتها اال اهل العلم‬
‫والبحث ‪ ،‬فقد يكون ( بعضها أكثر مالئمة لزمان‬
‫ومكان من غيره‪.‬‬

101.

‫الضوابطًالعلميةًلالختالفً ‪:‬‬
‫‪ -١ ‬رد االختالف لكتاب هللا وسنة رسوله صلى هللا‬
‫عليه وسلم مصداقاا لقوله تعالى ‪( :‬فإن تنازعتم في‬
‫شيء فردوه إلى هللا والرسول) سورة النساء االية‬
‫(‪)59‬‬

102.

‫‪-٢ ‬‬
‫اتباع المنهج الوسط فاهلل سبحانه وتعالى يقول ‪( :‬يريد‬
‫هللا بكم اليسر وال يريد بكم العسر) سورة البقرة ‪١٨٥‬‬
‫ويقول هللا تعال ‪( :‬يريد هللا أن يخفف عنكم وخلق اْلنسان ضعيفا)‬
‫[النساء ‪٢٨‬‬
‫‪ [ . ‬ويقول سبحانه وتعالى ‪( :‬ما يريد هللا ليجعل عليكم من حرج)‬
‫المائدة ‪.٦‬‬
‫‪ ‬فالتشدد منهج ينبذه اْلسالم فال بد إذاا من رخصة وتيسير على‬
‫الناس ومراعاة ظروفهم ‪.‬‬

103.

‫‪ -3 ‬تجنب القطع في المسائل االجتهادية ‪.‬‬
‫فاالجتهاد إذا كان وفقا ألصول االجتهاد ومناهج‬
‫‪ ‬االستنباط في علم أصول الفقه يجب عدم اْلنكار‬
‫عليه ‪ ،‬وال ينكر مجتهد على مجتهد آخر ‪ ،‬وال‬
‫ينكر مقلد على مقلد آخر وإال أدى ذلك إلى فتنة ‪.‬‬

104.

‫‪ -4 ‬أعمال القلب مقدمة على أعمال الجوارح‬
‫فاْلخالص مقدم على غيره ‪.‬‬
‫‪ ‬يقول الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬إن هللا ال ينظر‬
‫إلى أجسامكم وصوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم‬
‫وأعمالكم) ‪.‬‬
‫‪ ‬فكل الفضائل مردها إلى القلب ‪.‬‬

105.

‫تمـــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــتًبحمدهللً‬
‫‪ ‬بأذن هللا سوف تكون االختبار يوم االحد القادم‬
‫‪ ‬واتمنى من هللا عز وجل‬
‫التوفيق والنجاح للجميع‬
English     Русский Rules